نحتاج إلى النوع الراقي من الاعلاميين والسياسيين المحنكين.. يطالب عبد المحسن جمال مستشهدا بلقاء لافروف مع قناة أمريكية
زاوية الكتابكتب أكتوبر 17, 2016, 12:06 ص 428 مشاهدات 0
القبس
رأي وموقف- الدبلوماسي.. والإعلام!
عبد المحسن جمال
مع تطور كل وسائل الاعلام الرسمية والشعبية، الجماعية والفردية، اصبح حتماً على السياسي ان يكون حذراً في تصريحاته، نبهاً في أقواله.
فالاعلام اصبح سلاحاً ذا حدين، مفيداً او مضراً.
ومن تابع المقابلة التي اجرتها المذيعة الاميركية القديرة كريستيان امانبور مذيعة قناة CNN الاميركية مع وزير الخارجية الروسي المخضرم سيرغي لافروف يوم الاربعاء الماضي، شاهد بشكلٍ واضحٍ صراع الاعلام والدبلوماسية في اقتناص النقاط.
فالمذيعة حاورت لافروف في اصعب القضايا الساخنة حالياً، وألقت عليه الاسئلة الشائكة لتجد اجابات دقيقة وحذرة بأسلوب دبلوماسي غير متشنج.
المذيعة والمحاور كانا على مستوى من الحرفية والخبرة، جعلتا المستمع يستمتع بحوار سياسي على مستوى راقٍ، قد يكون نموذجاً للحوارات السياسية التي يتعلم منها المستمعون.
في البداية طرحت عليه سؤالاً اتهاميا حول احداث مدينة حلب السورية، وان بلاده مسؤولة عن القصف الجوي، مستشهدة بصورة الطفل عمران التي انتشرت في كل وسائل الاعلام آنذاك، وان ذلك يعتبر جريمة حرب في نظرها!
ومع ان السؤال استفزازي لكنه رد عليها بكل هدوء الدبلوماسي الحصيف، مبتدئا بان توجيه اتهامات جرائم الحرب لا يتم من خلال الاعلام، وذكرها بالقصف الاميركي على الجيش السوري في دير الزور الذي اعتبروه خطأ مع انه غير ذلك، ومبيناً وجود الحركات المسلحة الارهابية التي احتلت المدينة وقصفت قوافل المساعدات المدنية التابعة للامم المتحدة. واوضح ان مفتاح المشاكل هو العناد الاميركي الذي لا يريد الفصل بين القوى الارهابية والقوى القابلة بالحلول السلمية.
ثم بدأ هجومه الاقوى على السياسة الاميركية التي اتهمها بأنها هي التي صنعت تنظيم القاعدة في افغانستان ثم تنظيم النصرة الارهابي وأخيرا تنظيم داعش الذي نشأ في العراق اثناء تواجد القوات الاميركية هناك، مبينا أن لا حل في سوريا الا عن طريق الحلول السلمية والمفاوضات.
ثم انتقلت المذيعة امانبور الى اتهامات الروس بالتدخل في الانتخابات الاميركية ورغبتهم في نجاح دونالد ترامب، وافشال هيلاري كلينتون، وكان جوابه بالرفض والعبارات «اللاذعة» التي جعلت المذيعة تقهقه بصوت عالٍ وكأنها تعلن استسلامها لهذا الدبلوماسي المحنك.
ما نحتاجه اليوم الى هذا النوع الراقي من الاعلاميين والسياسيين المحنكين، وعدم التشنج السياسي حتى في احلك الظروف، وهذا ما لا نملكه في واقعنا العربي، مع الاسف، مع اننا نقبله من الاميركان والروس!
تعليقات