كان لا بد من حل المجلس!.. برأي وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 529 مشاهدات 0

د. وائل الحساوي

الراي

نسمات-كان لا بد من حل المجلس!

د. وائل الحساوي

 

لقد كان حل مجلس 2013 متوقعاً حيث دارت كثير من النقاشات بين النواب والوزراء وعامة الشعب حول احتمالية حل المجلس، وكانت تصريحات بعض النواب تدل على علمهم المسبق بالحل واستعدادهم لترك مناصبهم!

الناس لا تخفي فرحتها بالحل مع تخوف مما قد يحصل مع المجلس المقبل، فذلك الاندفاع غير المسبوق لجميع الشخصيات المعروفة والتجمعات نحو الترشيح قد يوصل إلى انتخاب مجلس قوي ومعارض كما حصل في عام 2012، ثم تحصل انتكاسة جديدة كما حصلت مع ذلك المجلس!

المشكلة هي في أن التجمعات السياسية المختلفة ليس لديها حوار في ما بينها أو تنسيق على وضع برامج محددة، كما أن التعاون بينها شبه معدوم، وبالتالي فإن احتمالات تصادمها مع الحكومة قد تؤدي إلى انتكاسة مماثلة تؤدي إلى إجهاض مشاريعها الإصلاحية!!

قد يرد عليّ البعض بأن التصادم قد حصل سابقاً بسبب توحد كلمة النواب وتصديهم للانحراف الحكومي وليس بسبب تفرقهم، وهذا الكلام صحيح (أبصم عليه) ولكني دائما ما أتساءل: ألا يمكن أن يتشكل مجلس أمة قوي ومتماسك ولكن لا يشكل تحدياً للحكومة أو تخويفاً لها من سحب صلاحياتها؟!

ويبدو بأن تساؤلي ليس له جواب، فالحكومة كما هي جميع الحكومات تريد مجلساً هيناً ليناً كما هو مجلس 2013 حتى عندما أبدى هذا المجلس تمرداً في نهاية عهده وشاهدنا الاستجوابات تتوالى على قضايا كانت موجودة سابقاً ضاق بها ذرع الحكومة وعجلت بحل المجلس.

إن قضية الحقوق والواجبات هي قضية شائكة ومعقدة وها نحن نشاهد معاناة الشعوب العربية من أجل التعبير عن مطالبها لنيل الحقوق واصطدامها بأنظمة ترفض التنازل عن مكتسباتها أو تقاسم السلطة مع شعوبها، والحمد لله أن الكويت لم تعان من مثل تلك الإشكاليات فقد كانت العلاقة بين الحاكم والمحكوم على أحسن وجه طوال عصور النهضة.

وبعيداً عن فلسفة الامور والنقاش البيزنطي، فإن المطلوب هو إيجاد صيغة توافقية توفر تفاهما حكومياً شعبياً يضمن سير الأمور على أحسن وجه من أجل مصلحة البلد واستمرار الإنجاز والابتعاد عن لهجة التهديد والتصعيد والاحتكام إلى الدستور والقوانين القائمة!!

لا بد لنا من التفاؤل بالمستقبل وتغليب الرجاء على الخوف، ولا بد لنا من اختيار نواب أكفاء عقلاء لا لكي نصادم بهم الحكومة ولكن لنحقق بهم آمالنا وطموحاتنا في بناء ديرتنا!

إن الدور الآن على الناخبين في ضرورة حسن الاختيار، وألا يرهنوا مستقبل ابنائهم على شخصيات موتورة ومتشنجة لا همّ لها إلا التكسب من وراء هذا المنصب المهم سواء بالانبطاح للحكومة وطاعتها في كل صغيرة وكبيرة دون وعي أو بالمعارضة لأجل المعارضة!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك