صباح الخالد يؤكد عدم حل الازمة السورية بالوسائل العسكرية
محليات وبرلمانديسمبر 22, 2016, 4:16 م 905 مشاهدات 0
أكد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي اليوم الخميس أن الأزمة 'الكارثية' في سوريا لن تحل بالوسائل العسكرية. جاء ذلك في كلمة القاها الشيخ الشيخ صباح الخالد خلال الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية على المستوى الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي والمنعقد في مدينة جدة. وشدد على ضرورة العودة إلى المفاوضات للوصول إلى حل سياسي يلبي طموحات الشعب السوري الشقيق وتطلعاته بتحقيق الأمن والاستقرار وفقا لمقررات (جنيف 1) وقرار مجلس الأمن رقم (2254) مع التأكيد على الدعم الكامل لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى سوريا. وفيما يلي نص الكلمة : 'بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه معالي الأخ مولود تشاووش أوغلو وزير خارجية الجمهورية التركية الصديقة أصحاب المعالي والسعادة معالي الأخ الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين أمين عام منظمة التعاون الاسلامي الأخوات والأخوة الحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أستهل كلمتي برفع أسمى آيات الشكر والتقدير إليكم جميعا على الاستجابة السريعة والمسئولة للدعوة التي تقدمنا بها لعقد هذا الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية على المستوى الوزاري لبحث الكارثة الإنسانية التي تتعرض لها مدينة حلب مجسدين بذلك شعورنا بالمسئولية الأخلاقية والإنسانية تجاه ما يحصل لشعبنا السوري الشقيق من قتل وتدمير وتهجير وجرائم ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية ولنبحث ونتفاكر سويا في العمل والتحرك الفوري من أجل تهيئة كافة السبل الممكنة لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية. كما أتقدم بالشكر إلى معالي الأخ الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين أمين عام منظمة التعاون الإسلامي وجهاز الأمانة العامة على كافة الترتيبات والتجهيزات للإعداد لاجتماعنا هذا. أصحاب المعالي والسعادة ينبع حرصنا المشترك لعقد هذا الاجتماع الطارئ من الإدراك التام بأن الأزمة السورية والتي سوف تتم عامها السادس قد وصلت لمراحل ومستويات باتت تشكل في مجملها اسوأ كارثة انسانية تسجل في تاريخنا المعاصر وتمثل تداعياتها تهديدا مباشرا على الاستقرار الاقليمي والسلم والأمن الدوليين وما يحصل في حلب حاليا ما هو إلا حلقة جديدة من المسلسل الدامي الذي يتعرض له الشعب السوري الشقيق فالمشاهد المروعة والتقارير المفزعة والأخبار الصادمة والتي تأتينا من مدينة حلب تتحدث عن الآلاف من القتلى والجرحى والمصابين وسكانها يعانون ظروفا معيشية مأساوية بعد ان تقطعت بهم السبل في ظل ظروف مناخية متقلبة وصعبة مما يتطلب منا تضافر الجهود والتحرك الفوري على كافة الصعد لوضع حدا لهذه المأساة الإنسانية الخطيرة. إن ما تتعرض له حلب الشهباء أقدم مدن التاريخ ومشعل الحضارة وذات الإرث الثقافي والأدبي العريق من تدمير شامل حولها إلى كومة رماد بفعل أعمال القصف الإجرامية غير المسبوقة والبراميل المتفجرة العشوائية في مسلسل إبادة جماعية يتواصل أمام مرأى ومسمع العالم يقف معه المجتمع الدولي وهيئاته الشرعية بكل أسف ساكنا متفرجا أمام مأساويتها الكارثية. أصحاب المعالي والسعادة إن التفاقم الخطير للأحداث الجارية في سوريا يدعونا جميعا لرفع الصوت عاليا لتجديد مطلبنا الملح للنظام السوري وحلفاؤه بالوقف الفوري لكافة العمليات العسكرية ضد الشعب السوري الأعزل في حلب، والسماح بإيجاد ممرات آمنة للمدنيين وتسهيل وصول قوافل المساعدات الانسانية للمناطق المنكوبة. كما نوجه نداءنا إلى المجتمع الدولي وتحديدا الأمم المتحدة ولاسيما مجلس الأمن الدولي وهو الجهاز المعني أمام العالم بحفظ الأمن والسلم الدوليين للتحرك الجاد وتفعيل قراراته ذات الصلة وعلى وجه الخصوص القرارات رقم 2165 و2254 و2268 و2328 ويتوجب على المجتمع الدولي أيضا مضاعفة الجهود وشحذ الهمم وتقديم قدر من المساعدات الإنسانية للتخفيف من معاناة الشعب المنكوب. وإذ نؤكد دائما وأبدا بأن الأزمة الكارثية في سوريا لن تحل بالوسائل العسكرية ولا بد من العودة إلى المفاوضات للوصول إلى حل سياسي يلبي طموحات الشعب السوري الشقيق وتطلعاته بتحقيق الأمن والاستقرار وفقا لمقررات جنيف 1 وقرار مجلس الأمن رقم 2254 ومع التأكيد على الدعم الكامل لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى سوريا متوجها إلى اجتماعكم الموقر وفي إطار الجهود السياسية المبذولة بمقترحات عملية على غرار ما اقترحناه في يوم الاثنين الموافق 19 ديسمبر 2016 في الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري والذي أقره المجلس مشكورا بالإجماع: 1- تكليف (ترويكا) منظمة التعاون الإسلامي بالقيام بما يلزم من اتصالات مع مختلف الأطراف المعنية وفي مقدمتها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لحثها على اتخاذ مواقف من شأنها تحقيق وقف كامل لإطلاق النار والبدء في عملية سياسية تؤدي إلى حل شامل للأزمة السورية. 2- دعم الجهود التي تقوم بها كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة قطر والجمهورية التركية لعقد اجتماعٍ طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة على أساس مبدأ 'الاتحاد من أجل السلام' لتبيان الفظائع الإجرامية التي ترتكَب في حلب. 3- تكليف الأمين العام للمنظمة بتوجيه رسائل إلى المنظمات الإنسانية الدولية لحثها على التحرك لدعم الوضع الإنساني في سوريا وإغاثة السكان من المدنيين وعلى رأس هذه المنظمات كل من منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف). أصحاب المعالي والسعادة إن حكومة دولة الكويت ومنذ انطلاق الشرارة الأولى للأحداث في سوريا لم تأل جهدا في تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة الإنسانية للشعب السوري الشقيق وقدمت حتى الآن ما قيمته مليار وستمائة مليون دولار أمريكي من خلال المؤتمرات الدولية الثلاث للمانحين لدعم الأوضاع الإنسانية في سوريا والتي استضافتها دولة الكويت في الأعوام 2013 و2014 و2015 إضافة إلى مؤتمر لندن في عام 2016 والتي شاركت الكويت في تنظيمه ورئاسته كما أن دولة الكويت تستضيف أكثر من 153 ألف (مائة وثلاثة وخمسين ألف) مقيم سوري على أراضيها مع تقديم كافة التسهيلات في شؤون الإقامة والرعاية الصحية والتعليمية كما أنها وبناء على أوامر سيدي حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه نظمت مع بداية الأحداث المؤسفة في حلب حملة وطنية وشعبية لجمع التبرعات لإغاثة أهل مدينة حلب المنكوبة حيث بلغ حجم التبرعات حتى حينه (20) العشرين مليون دولار ومازالت الحملة متواصلة. السادة الكرام إن ما يحدث في عموم سوريا وفي حلب تحديدا أمرا يبعث على الخجل والعار ويشكل في مجمله إهانة لنا جميعا وإهانة لكرامتنا الإنسانية لن يغفر لنا التاريخ ولن ترحمنا أجيالنا الحالية والقادمة وقوفنا متفرجين مكبلين تجاه هذه الدماء التي تسال والمدنية التي تباد شيوخ ونساء عزل يقادون إلى الموت والهلاك وأطفال أبرياء جعلتهم المأساة أجساد خاوية وعيون شاخصة تشم رائحة الدم وتبصر بشاعة القتل لا تدرك حاضرها ولا تعرف مآلها وما ينتظرها من مصير مظلم فلنعمل لإعادة البسمة للأطفال والأمل للأجيال. ختاما أجدد شكري لكم جميعا إخواني أصحاب المعالي والسعادة على تلبيتكم الدعوة لعقد هذا الاجتماع الطارئ، وإلى معالي الامين العام على حسن الاعداد والتنظيم لهذا الاجتماع متمنيا له التوفيق والسداد في مهام منصبه الجديد. وأدعو الله العزيز القدير أن يحفظ سوريا العزيزة ويحقن دماء شعبها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته'.
تعليقات