عدنان فرزات يكتب .. كذبات كل عام

القبس

كذبات كل عام

عدنان فرزات

 

يفصلنا يوم واحد على نهاية السنة، وحتى الآن لم تتحقق توقعات المنجمين. فميشيل حايك ظهر على قناة mtv وكان واثقاً وهو يحمل الورقة بيده اليمنى ويساند كاريزميته ببعض الحركات التعبيرية بيده اليسرى، حين قال ان سوريا مرتبطة بمصير رئيسها، وكليهما إلى التحرر من الآخر، وبأن وثيقة تاريخية سوف تصدر من الرئيس السوري للشعب، وبأن هناك علماً جديداً سيظهر وسوف تكون هناك تسوية سورية مع المطربة أصالة.. وأمور أخرى عديدة لم تتحقق، وما تحقق من كلامه فقط نصف توقّع، حيث قال إن «داعش» سوف يُطرد من تدمر، وفعلا خرج «داعش» من تدمر لكنه عاد إليها، يبدو أن عفاريت «داعش» أقوى. وعلى الأغلب أن عدم حصول هذه التوقعات كان بسبب تشويش حدث للحسابات الفلكية نتيجة الحركة الدؤوبة لمركبات ناسا الفضائية التي فاجأتنا باكتشاف ملعقة عملاقة على سطح المريخ. ولا ندري هل كانت هذه الملعقة «العملاقة» تُستخدم لسكب الطعام مثل «الملاس» أم هي للاستخدام الشخصي، وهذا ليس تعليقاً ساخراً، بل حقيقة، فإذا كانت هذه الملعقة العملاقة للاستخدام الشخصي، فذلك يعني أن سكان المريخ كانوا عمالقة. بكل الأحوال أصبحت حكاية المريخ مثيرة للاهتمام بعد عدة اكتشافات لآثار بشرية فوق سطحه، سيتم تفسيرها بعدة طرق، فعلماء الغرب سيفسرون الأمر على أن المريخ كان مأهولاً بالحياة يوما ما، بينما سيفسر العرب وجود الملعقة على أن سكان الأرض كانوا «يخيمون» في المريخ ليبحثوا عن «الفقع» المريخي، وسوف يفسر الشيوعيون أن الكوكب «الأحمر» هو دليل على أن سكان المريخ كانوا شيوعيين.لا أدري ما الذي أوصلني للمريخ وكنت أتحدث عن ميشيل حايك على الأرض.

أما التوقعات الأسوأ فكانت لمايك فغالي الذي ظهر على الـ otv حاملاً عصا العرافين التي منحته مشهداً مهيباً، لكن توقعاته لم تكن بحجم مهابة العصا، حيث توقع تقسيم ما أسماه بـ«الدولة العثمانية»، وتقسيم دول أخرى عربية، وتفكك أنظمة عربية، لكن الذي حصل هو تفكك الشعوب. وتوقع أيضاً ظهور حركة «داعشية مسيحية» في أوروبا، ستشكل خطراً عليها، وهذا ما لم يحصل أيضاً، والمضحك أكثر هو اقتناع المذيع الذي يسأله عن كل ما سبق: «يعني استوت الطبخة»، فيرد فغالي بثقة: «استوت».

أوقن بأن هؤلاء «الفلكيين»: هم طابور ثالث يبثون الهلع في النفوس مع بداية كل سنة جديدة، وكأنه ينقصنا هلع. ألا يكفي هلعنا من انفصال إنجلينا جولي عن براد بيت.. الذي لم يتوقعه أحد؟!