هل تستطيع الدول الاجنبية حل الازمة السورية بعد ان عجز العرب عن ذلك؟.. يتسائل عبد المحسن جمال

زاوية الكتاب

كتب 449 مشاهدات 0

عبد المحسن جمال

القبس

رأي وموقف- أزمات عربية وحلول أجنبية

عبد المحسن جمال

 

منذ بضع سنوات اجتمع ما يقارب السبعين دولة وتداعت فيما بينها لايجاد حل للازمة السورية خارج اطار مجلس الامن والامم المتحدة، وذلك تفاديا لاستخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو).

واطلق على هذا التجمع، الذي اقترحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، اسم أصدقاء سوريا.

وتمر السنون وتتغير الظروف في سوريا وتتغير النظرة الى الازمة السورية، بعد ظهور تنظيمات تكفيرية مسلحة تنتمي في غالبها الى افكار دينية متطرفة لا تؤمن بحق الآخر ومن يخالفها في الحياة، وتحكم بكفره وجواز قتله بأي طريقة.

وامتدت اذرع هذه التنظيمات الى اوروبا نفسها، وفرنسا بالذات حيث قام مجموعة من الفرنسيين من اصل عربي وبعض المهاجرين اليها من سوريا بعمليات تفجيرية في اكثر من مدينة اوروبية.

بعدها تلاشت مجموعة أصدقاء سوريا، وانفرطت، بل ان بعضها بدأ يتخذ موقفا مناقضا للموقف الاول.

وبعد ان فشلت الجامعة العربية في ايجاد حل للأزمة التي قاربت السنوات الست، وعجزت الامم المتحدة هي الاخرى عن ايجاد حل، سعت روسيا لدعوة تركيا وايران للتفاهم على ايجاد حل للازمة السورية بعيداً عن تكتل اصدقاء سوريا.

والسؤال الذي يتردد في الشارع العربي هو لماذا يعجز العرب عن ايجاد حلول «عربية» لمشاكل «عربية» ويستنجدون دائما بالاجنبي مع وجود جامعة الدول العربية؟!

ولعل الاجابة السريعة لذلك هي انقسام الجامعة العربية نفسها، وتجميد عضوية سوريا افقدها القدرة على التحرك.

وثانيها ان الجامعة العربية تنازلت عن حقها في ايجاد حل عربي، وسلمته مختارة الى مجلس الامن مع علمها بالموقف الروسي والصيني!

وثالثها ضعف الثقة بين الدول العربية نفسها، خصوصاً ان بعضها يقيم علاقات جيدة مع الحكومة السورية.

كما ان تغيير الحكومات الاوروبية والولايات المتحدة، وتليين مواقفها من الازمة السورية وانشغالها بالارهاب «الذي سمته بالاسلامي» واصدارها قرارا من مجلس الامن باعتبار اغلب الحركات المسلحة في سوريا والعراق وليبيا بانها حركات ارهابية، خفف من حماسها في تغيير النظام السوري.

بل من المفارقات ان بعضها يطالب بالتعاون مع الحكومة السورية في محاربة الارهاب «الاسلامي» الذي وصل الى قتل مواطنيها!

والسؤال اليوم هو: هل تستطيع الدول الاجنبية حل الازمة السورية بعد ان عجز العرب عن ذلك؟

هذا ما ستبينه الايام.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك