رغم كل أوصاف التخوين التى نالت دول الخليج بسبب القضية الفلسطينية فى الماضي، فإن كل الجهود السياسية والمبادرات المالية ترتكز عليها وشعوبها الأكثر حماسا للقضية..مقالة فيصل الزامل

زاوية الكتاب

كتب 579 مشاهدات 0


 


 
 
قمم «الرياض ـ الدوحة ـ الكويت» تعكس حماساً «خليجياً» منقطع النظير

 

 
فيصل الزامل

اتسمت كلمة خادم الحرمين الشريفين يوم أمس بالعفوية الصادقة وبنصيحة مخلصة وجهها الى الحكام العرب للتعامل مع الحدث بغير ضغينة، وقد التقط صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد تلك النصيحة الثمينة بكلمة حيا فيها الملك عبدالله ودعا الى اعتبار نصيحته نهجا يبدأ تطبيقه اعتبارا من هذه القمة، وقد أشار خادم الحرمين الشريفين إلى بشاعة الجريمة اليهودية بقوله «لقد جاء في التوراة «العين بالعين» ولم تقل التوراة: العين بمدينة كاملة من العيون»!! ثم أعلن عن التزام المملكة بمبلغ مليار دولار لصالح برنامج إعادة إعمار غزة، ومن اللازم الإشارة هنا إلى أن هذه القمة قد تم التخطيط لها في ظروف مختلفة لامست فيها أسعار النفط معدل 140 دولارا، فطرحت الكويت ممثلة بأميرها فكرة عقد لقاء اقتصادي يهدف الى توجيه فوائض النفط بشكل رشيد يجمع بين التنمية المستدامة والتدوير الرشيد لتلك الأموال، الا أن سرعة المتغيرات أذهلت الجميع حيث لم يحل موعد القمة إلا وقد خسر البرميل 100 دولار من سعره السابق، من جانب آخر لم يدر في خلد المخططين لهذه القمة أن تتحول إلى مناسبة للإعلان عن سحب المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل كنتيجة للحرب القذرة التي شنتها إسرائيل على المدنيين في غزة.

من جانب آخر، لابد من وقفة تجاه حماس الكويت حكومة وشعبا بمناصرة القضية الفلسطينية على الرغم من تجربة الكويت الأليمة السابقة، وذلك إحياء من أهل الكويت لقيمة إسلامية عظيمة تقول: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) وهي مرتبة عالية (.. وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) وهذه، والله، منقبة رائعة جدا، بدأت حتى قبل أن تنعقد القمة، فقد انتشرت في الكويت علامات الدعم والمؤازرة للإخوة الصامدين على أرض الإسراء وكم هو رائع، بل تاريخي، أن ترى مساجد الكويت وهي تخصص دعاء القنوت في صلاة الفجر للدعاء لأهالي غزة في صورة جميلة للأخوة التي لا تعرف الضغينة وتتسامى فوق حظ النفس وهو أمر له نتيجة ان شاء الله (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا).

الأمر الثاني المشابه له، هو حماس «دول الخليج» وانتفاضتهم لنصرة القضية الفلسطينية، حيث عقدت ثلاث قمم في أسبوع واحد في «الدوحة ـ الرياض ـ الكويت»، وهذه الدول نالها الكثير من أوصاف التخوين ـ في حقبة مضت ـ ومع ذلك فإن الجهود السياسية وحتى المبادرات المالية ترتكز بشكل رئيسي على الدور الخليجي، الأمر الذي يتطلب من الشارع العربي مراجعة ثقافة التخوين التي بثتها جهات اعتقدت أن هذا الأسلوب يبعد عنها الشبهات، ولكن الأحداث الجسام ميزت بين «التقي والدعي».

و أخيرا، تحية إكبار للقائمين على جهود التنظيم لهذه القمة، فقد سمعت من بعض ضيوف الكويت إشادة بكفاءة التنظيم وسلاسة الحركة رغم الظروف الأمنية وطبيعة الاجتماع الحاشد الذي ربما تسبب في تغيير مسارات الطرق، غير أن الجميع وصل الى اجتماعاته في الموعد المحدد، واستقر في موقع إقامته بغير إرباك، ورافق ذلك تغطية إعلامية جيدة سواء على المستوى الاخباري والتحليلي المحلي، أو في استضافة الجهات الإعلامية الخارجية وتوفير جميع وسائل التغطية في مواقع متعددة داخل العاصمة وخارجها.. شكرا، لكل من كان وراء هذا النجاح.

كلمة أخيرة:
جاء الى عمر ( رضي الله عنه ) طليحة الذي ادعى النبوة، ثم ترك ذلك وأسلم وحسن اسلامه، فلما رآه الفاروق قال له: «أنت الكذاب على الله حين زعمت أنه أنزل عليك: ان الله لا يصنع بتعفير وجوهكم شيئا؟» يريد حثهم على ترك الصلاة.

فقال طليحة «يا أمير المؤمنين، ذلك من فتن الكفر الذي هدمه الاسلام كله، فلا تعنف علي ببعضه»، فسكت عمر ( رضي الله عنه ).
 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك