كلما تقدمنا خطوة لمواجهة الفساد تقهقرنا خطوات.. هكذا يرى وليد الغانم

القبس

«عزيزو» هيئة مكافحة الفساد

وليد الغانم

 

حظ «الفساد» في الكويت غير معقول، فكلما تقدمنا خطوة لمواجهة الفساد تقهقرنا خطوات، وكلما اتخذنا إجراء لملاحقة الفساد ظهرت لنا العراقيل من كل حدب وصوب، وما يعانيه الكويتيون من مسلسل هيئة مكافحة الفساد هو احدى القصص المبهرة حقا!

الكويت وافقت على الاتفاقية العالمية لمكافحة الفساد سنة ٢٠٠٣، وكانت امامنا فرصة ممتازة للمبادرة بانشاء الجهاز القانوني المناسب للقيام بهذه المهمة، لكن للاسف تقاعست المجالس والحكومات المتعاقبة عن اتخاذ هذة الخطوة الضرورية، ومرت علينا مجالس الامة من سنة ٢٠٠٣ وحتى سنة ٢٠١٢ ولم ينجز ما هو مطلوب منها، على الرغم من تسابق كثير من النواب على تبني هذا العمل اعلاميا وانتخابياً من دون انجاز حقيقي، وانتظرنا عشر سنوات بالتمام والكمال ليصدر قانون انشاء هذه الهيئة المنتظرة سنة ٢٠١٢، وليس بقانون من مجلس الامة وانما بمرسوم ضرورة (رقم 24 لسنة 2012 ) واستبشر الناس على كل حال فالعوض ولا القطيعة!

ولأن للفساد حظا قائما في الكويت، فقد واجهت الهيئة الحديثة العثرات منذ بدايتها، ثم انتظرنا خمسة أشهر لتعيين مجلس امناء الهيئة، وبعد ذلك اثيرت شكوك حول سلامة اجراءات تعيين العاملين فيها، ورفعت عدة قضايا امام المحكمة الادارية، كما شكلت لجنة تحقيق قضائية بهذا الشأن، ثم واجهت الهيئة معضلة اقرار لائحة تنفيذية لمباشرة عملها، وقضت اكثر من سنة ونصف السنة لاصدار اللائحة، وبعد ان باشرت الهيئة عملها صدر حكم قضائي بعدم دستورية قانون انشاء الهيئة، لتبطل الهيئة ونعود الى نقطة الصفر سنة ٢٠١٥. ألم اقل لكم ان الفساد الكويتي محظوظ؟

عند صدور قانون الهيئة الجديد في فبراير ٢٠١٦ اعتمدت الحكومة بعد ٨ أشهر اللائحة التنفيذية، لتباشر الهيئة اختصاصها بشق الانفس في اكتوبر ٢٠١٦ بعد حل مجلس الامة، ولما تفاءلنا اخيراً بمعاودة الهيئة لنشاطها، صدمنا باحاديث الخلافات الداخلية بين قياداتها ومجلس الامناء، واحالة امينها العام الى التقاعد، ما حدا بمجلس الامة الى تشكيل لجنة تحقيق في هذه «السوالف» في جلسته الاخيرة.. وكما يقال «رضينا بالهم والهم ما رضي فينا».. يا ترى هل هذه الاحداث والاعاقات لعمل الهيئة وليدة الصدفة ام ان للفساد حظا حقيقيا في الكويت، ام ان في الكويت هيئة «لرعاية الفساد» تدافع عنه وتحميه من المكافحة؟

من يطمئننا يا جماعة الخير؟.. والله الموفق.