يأتي من عدم فهم ان الاسلام جاء للعالمين اجمع.. ينتقد عبد المحسن جمال فتاوى تحريم التهاني بعيد الميلاد

القبس

رأي وموقف- كل عام وأهل الكويت بخير

عبد المحسن جمال

 

عامٌ ذهب بحلوه ومرّه، وعامٌ يأتي بكل ما فيه.

ولا نقول الا كل عام وانتم بخير، فهذه الاعوام تحسب من اعمارنا، وعلينا ان نفرح لما قمنا به من عمل صالح، وان نحاسب انفسنا على كل شيء غير جميل.. وكلاهما اصبح ذكريات.

العالم كله يحتفل بانتهاء سنة وقدوم سنة، وذلك حسب التوقيتين الزمنيين المعتمدين على الشمس والقمر، او بناء على الهجرة النبوية الكريمة عند المسلمين.

هناك سنة ميلادية تعتمد على حركة الشمس، وسنة قمرية تعتمد على حركة القمر، والسنة الهجرية التي هاجر فيها رسول الله صلى الله عليه وآله من مكة المكرمة مسقط رأسه الى المدينة المنورة حيث أقام دولته.

والناس في كل مكان يحتفلون مع بداية كل عام كتغيير جميل له طابع نفسي، ويهنئون بعضهم بعضا بقدوم السنة الجديدة. واصبح من العرف الجميل الاحتفال عالميا بهذه المناسبة، واصبح لكل دولة اسلوبها وطريقتها في الاحتفال. كما اصبح من المتعارف بين الناس تبادل التهاني بهذه المناسبة من خلال وسائل الاتصال المختلفة التي قربت بين الناس كثيرا.

ولكن نفاجأ كل عام بمن يحاول ان يعكر صفو هذا الاحتفال الانساني الطبيعي بمحاولة تحريم هذه التهاني الطبيعية وينسب الى الدين الاسلامي السمح منعه، لذلك فان أغلبية المسلمين يتباركون فيما بينهم ومع كل الناس يتبادلون التهاني بهذه المناسبة السعيدة. ولعل هذا التشدد يأتي من عدم فهم ان الاسلام جاء للعالمين اجمع، وانه يحترم كل الانبياء والرسل عليهم السلام، وكل الكتب السماوية، ويأمر بالتعارف والتفاهم بين امم الارض كلها. ومن الطريف ان بعض الكتب تروي ان الامام علي عليه السلام أهدي اليه من بعض الصحابة من ابناء فارس نوعا من الحلوى يسمى «الفالوذج»، فسأل عن ذلك فقيل له انه بمناسبة يوم «النوروز» وهو بداية السنة الشمسية -القمرية حسب التقويم الفارسي، فقال لهم «نورزونا» كل يوم.. وهذا يعني انه لم يجد في ذلك غضاضة بان يحتفل الناس ببداية السنة الجديدة بتوزيع الحلوى. لذلك علينا جميعا ان نبتعد عن التعصب الاعمى، وان نتسامح مع الناس وان نحتفل بالفرح مع بقية البشر، فالاسلام جاء رحمة للعالمين.

وكل عام وانتم احبتي القراء وجميع الناس بخير وامان وعافية وايمان.