حمد الجاسر: احقنوا جرعة رجولة في شباب مخنث
زاوية الكتابكتب يوليو 29, 2007, 9:05 ص 562 مشاهدات 0
وجهة نظر
اخترنا أن نكون ضعفاء!
كتب:حمد الجاسر*
هناك ضيق وحيرة في عواصم مجلس التعاون الخليجي من التنمر الإيراني المتزايد
والتصريحات حول الجزر الإماراتية الثلاث، تلك الماسة بسيادة البحرين
(المحافظة 19 لإيران وفق فهمنا لصحيفة كيهان الإيرانية)، فما يصدر من طهران
هذه الأيام لا يختلف لفظا ومعنى عما كنا نسمعه من حكومة الشاه عام 1971، وكأن
نظام الثورة يقول: أزلنا الشاه ومظالمه تجاه الشعب الإيراني، لكن مظالمه مع
دول الجوار جيدة ونريد الاستمرار فيها!!
ولكن لماذا الخوف من إيران ومفاعلاتها النووية؟ فمقابل كل مفاعل نجح
الخليجيون في اقامة فضائيتين أو ثلاث للفيديو كليب، ومقابل كل فرقة من حرس
الثورة «الباسدران» لدينا فريق جيد لكرة القدم، ومقابل كل مصنع صواريخ إيراني
لدينا مجمعات تجارية وصالات ترفيه من مستوى عالمي،... فلو هاجمتنا إيران سنرد
الصاع لها صاعين، فلم القلق؟!
إيران تتألف من ستة أعراق وست لغات وهي دولة واحدة ونحن عرق واحد ولغة واحدة
في ست دول، وبعد 25 عاما من مسيرة الوحدة الخليجية صارت حكوماتنا تتعارك في
ما بينها بالفضائيات، إيران ذات الثمانين مليونا لديها نظام للخدمة العسكرية
يجمع 4 ملايين مقاتل وقت الطوارئ، ونحن أقل من 18 مليون مواطن خليجي، وليس
لدى أي دولة خليجية نظام تجنيد أو خطة استدعاء للاحتياط.. هذا إن وجد احتياط.
وبعد 3 حروب تعرضت لها المنطقة وحرب رابعة تلوح في الأفق قررنا... إلغاء قوة
«درع الجزيرة»!! والله يخليلنا الأميركان.
إيران ليست قوية... نحن اخترنا أن نكون ضعفاء.
شبابنا ما لهم خلق... تجنيد!
وبالمناسبة ما آخر أخبار قانون الخدمة الإلزامية في الكويت؟
لقد أوقف العمل بالقانون السابق الذي وضع عام 1977 لأنه غير صالح لظروف
الكويت (احتاجت وزارة الدفاع الى 20 سنة لتكتشف ذلك)، ومنذ ذلك الحين
والمسؤولون في الوزارة يقولون إن القانون الجديد موضع الدرس والمراجعة، وإذا
صدق ظني فإن الحكومة لن تقدم أي قانون بديل، لأن وزارة الدفاع غير متحمسة
لحمل أعباء تطبيق الخدمة الإلزامية، ومجلس الأمة أقل حرصا لأن الموضوع غير
شعبي، و«شبابنا ما لهم خلق تجنيد».
وهكذا فإن الاسترضاء ومراعاة المزاج هو ما يحكم قراراتنا لا الحاجات
الاستراتيجية للدولة.
لا نريد من التجنيد أن يحشد لنا جيوشا جرارة، يكفينا منه لو حد من مظاهر
التسكع الشبابي والأشكال المقرفة من المخنثين الذين نراهم في الأسواق
والأماكن العامة، نريد من التجنيد أن يحقن جرعة من الرجولة في شباب هذه
الأيام لا أكثر.
الوسط
تعليقات