خلف الكواليس ...يكتب عبد العزيز الدويسان

زاوية الكتاب

كتب 542 مشاهدات 0


إن الناجحين و الملهمين والمبدعين والمبتكرين جلهم تعرضوا في بدايات حياتهم لمشكلات كبيرة وظروف صعبة ثم نجحوا في التغلب عليها ، شحذوا الهمم لديهم ودفعهم نحو الاستمرارية و النجاح .

العالم كم من الساعات في البحث والتجربة وسهر الليالي حتى يحقق مراده ، والعالم الفيزيائي الشهير اينشتاين يقول - تعلم من الأمس ، عش اليوم واجعل لديك الأمل في الغد ، الأمر الأكثر أهمية هو ألا تتوقف عن طرح الأسئلة ، الرياضي بشغفه للعبته و إخلاصه لها وإعطاءها الكثير من الوقت وأضحت موهبته نفس الطفل الصغير الذي يرعاها و يهتم بها ويسعى دائما لتطويرها والاعتناء بها حتى يصل لمرحلة النجومية ، الأديب و الروائي الذي هو مرآة حياة المجتمع ويصور الواقع فينقل الألم و الأمل والمعاناة والسعادة وغيرها من مشاعر الكراهية والحب والانتقام أحتاج للقراءات الكثيرة والمطالعات العديدة حتى يصل لمكانته العالية ، الفنان و الرسام بريشته يداعب لوحاته ويضع لمساته وتحتاج إلى درجة عالية من التركيز و الإتقان لإظهارها بالشكل الذي يريده أن تخرج بها من جمالية .

الفقيه والأديب والقاض الشيخ علي الطنطاوي ممتع بأحاديثه ونقل خبراته وتجاربه عبر برامجه الإذاعية و التلفزيونية ويتميز بأسلوبه الأدبي والقصصي والسرد التاريخي واللغوي البسيط ووصل لما وصل إليه من صيت وشهرة وانتشار بفعل هذه الميزة ، فيقول الشيخ الطنطاوي قلت : ومن يقرأُ أكثر مني ؟ أنا من سبعين سنة إلى الآن ، من يوم كنتُ صبياً ، أقرأُ كل يوم مئة صفحة على الأقل ، وأقرأُ أحياناً ثلاث مئة أو أكثر ، ما لي عمل إلا القراءة ، لا أقطعها إلا أن أكون مريضاً أو على سفر ، فاحسبوا كم صفحة قرأت في عمري ، لقد قرأت أكثرَ من نصفِ مليون صفحة وأعرفُ من قرأ أكثر مني كالأستاذ العقاد والأمير شكيب أرسلان ومحمد كرد علي ومحب الدين الخطيب رحمهم الله '.

ومن وضع بصمته في التاريخ وسطر اسمه بماء الذهب لم تأت بيوم وليلة ولكن بذل الجهد والعمل الشاق والصبر والتفاني والمثابرة ، بالإضافة إلى ذلك فإن الوصول إلى النجاح يستلزم المرور بالفشل الذي سيكون أمراً رائعاً إن تم استغلاله كفرصة للتطور والتعلم والنمو ، فهذه الشهرة والصيت أتت بعد العمل خلف الكواليس لسنوات ثم ظهروا للعالم بإبداعاتهم وإفادة العالم بأعمالهم .

 

 

 

 

الآن - عبد العزيز الدويسان

تعليقات

اكتب تعليقك