معظم الذين تصدروا المشهد الديني من خارج المؤسسة الدينية علما أو عملا..هكذا يرى صلاح الساير

زاوية الكتاب

كتب 495 مشاهدات 0

صلاح الساير

الأنباء

السايرزم- كيف تصبح أميراً في ثلاثة أيام؟

صلاح الساير

 

نحن في ورطة ورطاء نجمت عن خلل ما في ثقافتنا يسمح لأشخاص مثل اسامة بن لادن بتفجير الأبرياء باسم الاسلام.

أو تشجيع شاب حاصل على دبلوم زراعة اسمه شكري مصطفى على قتل الشيخ الذهبي وزير الأوقاف المصري، كما أدى هذا الخلل إلى تمكين شخص آخر اسمه ابراهيم البدري (البغدادي) من تنصيب نفسه خليفة للمسلمين وأميرا للمؤمنين، فمن السهولة في مجتمعاتنا أن ينطق أي شخص باسم الإسلام ويلقى على الناس تبعية أفكاره وأعماله وأمراضه وجرائمه، والغريب أن الناس يكتفون بالاستنكار وتكرار عبارة «انه لا يمثل الاسلام والمسلمين» دون قيام الحكومات بمراجعة الواقع الذي خلق الآليات الفاعلة والمرعبة لإنتاج مثل هذه الحالة الجهنمية.

****

في عوالمنا الراكدة تتداخل الأوراق وتتشابك الدروب وتتعطل البوصلات، ويحدث ان يتوب فاسق ماجن فيقرر دعوة «المسلمين» إلى الإسلام! ويشرع بالمزايدة عليهم.

ففي عالم الدعوة لا ضوابط واضحة تحصن الدعوة من الشطط، ويحدث ان يقوم مهندس كهرباء بتقديم برنامج تلفزيوني يتحدث فيه عن حكم الصوم في الدول الاسكندنافية، أو تجد طبيب نساء يُحدِّث المصلين في المسجد بعد صلاة المغرب في أصول الشريعة، ولهذا السبب تحول مدرس ابتدائي مغمور مثل سيد قطب إلى «مفكر عظيم» يحاكم مجتمعا عريقا مثل المجتمع

****

في مجتمعاتنا العربية نجد ان معظم الذين تصدروا المشهد الديني وهندسوا خطابه وعملوا على صياغة الذهنية الدينية للناس هم من خارج المؤسسة الدينية (علما أو عملا) كمثل أشهر داعية تلفزيوني عرفه العرب الذي تلقى تعليمه في كلية التجارة وعمل محاسبا (!) قبل ان يصبح محدثا للناس عن أمور الدين الحنيف.

كل ذلك يجري ونحن نعلم ان تحليل قصيدة شعرية، كتبها مخلوق لا الخالق، جلت قدرته، يتطلب من الناقد الأدبي دراسة البلاغة والمعاني والبديع والدلالات والصورة الشعرية وأغراض الشعر ودراسة نظريات النقد الأدبي، وموضوعاته وخصوصيته وشروطه وتاريخه وأصوله. ووحده الدين مشرع الأبواب لكل من رغب بالحديث!

الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك