الفساد أصبح له تاريخ ضربت جذوره في أعماق تاريخ الدولة.. برأي خالد الطراح
زاوية الكتابكتب يناير 26, 2017, 2:01 ص 488 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة- القوي الأقوى.. هند! (2 ـــ 2)
خالد الطراح
الفساد أصبح له تاريخ، ضربت جذوره في أعماق تاريخ الدولة، وأخذ أشكالا متعددة ومتنوعة تتميز بالابتكار أيضاً في أساليب الفساد، فمن تحت عباءة بعض جمعيات النفع العام، خصوصا الحديث منها دخل بعض من أجادوا لعبة الاختلاسات واستغلوا مناصبهم للتربّح والاستفادة بطرق غير مشروعة حتى في الميدان العلمي، فهؤلاء الأفراد الذين استباحوا المال العام للتربّح والتنفع من مناصبهم وتنفيع أسرهم وأصدقائهم أيضاً، هم في الواقع من أفراد عصابة الفساد التي لم تتمكن الى اليوم الدولة بأجهزتها الرقابية من أن تضع نهاية لمخطط الفساد، وهذا يعني ان للفساد سطوةً اجتماعية وسياسية استثنائيتين!
أمام هذه المقدمة البسيطة، كيف يمكن مقارنة حجم وقوى الفساد مع ما تدعيه الوزيرة هند بأنها أقوى من الفساد؟
مع المفارقة الكبيرة طبعاً، حين «اشتمَّ» الأخ العزيز الدكتور فهد الراشد ليس رائحة فساد، وإنما طبخة كاملة في مؤسسة التأمينات الاجتماعية حين كان عضواً في مجلس الإدارة، فلم يصرح يمينا ولا شمالا لبناء صورة هلامية له، بل ذهب الى النيابة العامة مقدما كل ما لديه من مستندات تحمل شبهات الفساد.. بينما الفاضلة هند، صاحبة القدرات الذاتية المميزة في «شمّ قدرات الكفاءات» والثقة بأنها «أكبر من الفساد» اكتفت بتصريح صحافي يتيم من دون ان تتصدى لرياح الفساد العاتية، إلا في حالة انها وجدت في الاستقالة والتصريح الاعلامي سلاحاً ضد الفساد!
بينما لو غضضنا النظر عن تصريح 2009 وما تلاه من صخب إعلامي للقوية والأقوى هند، أود تقاسم تساؤلات مهنية: هل تمت محاسبة المسؤولين المتقاعسين في تنفيذ خطة التنمية المزعومة؟ التي يفترض ان تتم في الصيف الماضي، وفقاً لتصريح الوزيرة، وليس لشخص آخر! ام اكتفت بجلسة المودة والصلح بين بعض القياديين للتفاهم تحت مظلة مجلس الوزراء، كما نوهت عنه الوزيرة في حديثها التلفزيوني؟!
تقديماً لحسن النوايا، نلتمس العذر للسيدة هند، ذات القدرات المهنية الخارقة، في عدم البوح بالاسرار والافصاح عن مصادر الفساد في حكومة 2009، على الرغم من الرياح التي اجتاحت شوارع الكويت آنذاك، فماذا عن خطط التنمية السابقة وأسباب الفشل؟ هل الدولة بأجهزتها أم رئيس الحكومة السابق أم الوزير والجهاز المعني يتحملون مسؤولية ضعف العزيمة في وزارتي الشؤون والتنمية؟
الكويت الجميلة عايشت محناً، مصدرها قياديون في الدولة لم تتم إدانة البعض بسبب عدم توافر الأدلة وتقاعس، ربما بعض المسؤولين ممن يملكون الاسرار في التقدم بشجاعة، ووفقاً لقانون المال العام، بينما اليوم الوزيرة هند تتربّع على عرش اقتصادي واجتماعي ضخم، وهو ما يستدعي المكاشفة والانسجام مع المبادئ التي تمسّكت الوزيرة فيها، وكشف المستور بلغة الضمير الحي؛ خوفاً على هذا الوطن والاجيال القادمة من دون اللجوء الى لغة تطغى عليها المبالغة الإعلامية.
«من تواضع لله رفعه الله».
تعليقات