عدنان فرزات يكتب ..فن الهروب الزوجي
زاوية الكتابكتب يناير 27, 2017, 3:47 ص 514 مشاهدات 0
القبس
فن الهروب الزوجي
عدنان فرزات
لم يبق سؤال كوني في العالم إلا ووجدوا له إجابة، باستثناء السؤال: «هل الحب يبقى بعد الزواج؟».
هذا السؤال يؤرق المقبلين على الزواج عن حب، وفي الوقت نفسه لا يجرؤ الذين تزوجوا على الإفصاح عن النتيجة. لذلك يبقى هو السؤال المجهول اجتماعياً وعاطفياً.
بعض الأزواج يبتكرون طرقاً مختلفة لـ «فن الهروب» من البيت الزوجي، فبعضهم «يفرّ» إلى الديوانية أو المقهى أو السفر إذا كان رجلاً، وإلى التسوق والكوافيرات والأماكن الصحية إذا كانت امرأة. ولكن الأميركي لورانس ريبل ابتكر طريقة «انتحارية» للهروب من زوجته. فبعد يوم طويل من «الخناقات»، أقدم هذا الرجل، على الرغم من بلوغه السبعين، إلى السطو على بنك ليس بهدف الحصول على المال، لأن كل الذي حصل عليه هو ثلاثة آلاف دولار فقط، بل بغرض إيداعه السجن. فبعد محاولته السرقة لم يهرب بل انتظر الشرطة حتى تأتي للقبض عليه، وأظنه كان يقف أمام كاميرات المراقبة على مبدأ «تعالوا خذوني». وعندما سألوه عن سبب هذه المغامرة، أخبرهم بأن السجن «أحبّ إليه» من العيش مع زوجته.
ذكرتني هذه الطريقة بزوج كان يغيب فترات طويلة عن بيت الزوجية، وكان ذلك قبل اختراع الموبايلات وتحديد أماكن الشخص. هذا الاختراع الذي قضى على أحلام الأزواج الكاذبين، يومها كان هذا الزوج كلما سألته زوجته لدى عودته متأخراً: «أين كنت؟»، سارع إلى إبلاغها بأنه كان عند والدته يرعاها لكبر سنها وهي وحيدة في منزلها. وفي يوم من الأيام، ولدى وصول الزوج إلى البيت في منتصف الليل، أسرعت المرأة لملاقاته عند الباب، وقبل دخوله سألته السؤال نفسه، وأجاب الإجابة نفسها، فعاجلته المرأة بسلاحها الماكر حين أبلغته بأن أمه موجودة في الداخل، ومن الآن فصاعداً لن يحتاج إلى رعايتها في منزلها، فأمه – أي حماتها – موضع ترحيب ورعاية.
موضوع فن الهروب من البيت الزوجي يمكن أن يكون داخلياً، ويتطور مع تطور العصر، فليس بالضرورة أن يهرب اليوم أحد الزوجين من النكد إلى خارج البيت، فكثيرون يهربون عن طريق الاستغراق بوسائل التواصل الحديثة.
وعودة إلى سارق البنك، فلا نعلم ماذا يمكن أن يكون سبب الخلاف بين زوجين في العقد السابع، يفترض أنهما أمضيا على الأقل نصف قرن من الزواج، لذلك نستبعد فرضية أن أحداً غازل زوجته، أو أنها ضبطت في هاتفه رسالة غرام، ونستبعد أيضاً فكرة الحموات، وبالتالي لا يبقى أمامنا سوى فرضية الخلاف على معقم طقم الأسنان.
تعليقات