الخلل في النظام الحكومي سببه وجود قيادات مازالت تتربع على مناصبها منذ اكثر من ربع قرن.. برأي زياد البغدادي
زاوية الكتابكتب يناير 29, 2017, 12:07 ص 433 مشاهدات 0
النهار
زوايا-الخلل هناك!
زياد البغدادي
ما أن بدأت الاصوات تتعالى تجاه الوافدين ووجودهم العشوائي وتأثيرهم على التركيبة السكانية وتنامي نفوذهم باحتلال الوظائف الحكومية والتي ينتظرها آلاف الكويتيين العاطلين عن العمل، حتى بدأ الهجوم المنظم على المواطن وقدراته الوظيفية ومستوى انتاجيته من خلال تقارير لا نعرف لها درباً ومصدراً وتفصيلاً الا من وكالة يقولون وذكر المؤسسة الفلانية، ومع الاسف جميع تلك المؤسسات من حقنا ان نشكك في مصداقيتها وخاصة مع دورها السلبي فيما يخص عجز الموازنة ومحاربة المواطن في حقوقه وامتيازاته من رفع للدعوم في حربهم تجاه العجز الوهمي.
هجمة شرسة تقلل من دور العاملين والموظفين الكويتيين وكفاءتهم، وفي المقابل رفع من قدرات وامكانات الوافدين بصورة غير حقيقية وغير واقعية، ولن اخوض في تفاصيل الدراسة التي تحط من مستوى العاملين الكويتيين لقناعتي أنها مبنية على تكهنات وأرقام غير دقيقة لانها تتحدث بصورة عامة وبالمطلق وهذا امر مستحيل ان يكون واقعا على مستوى جميع الوزارات والهيئات الحكومية، لذلك ستكون رؤيتي من خلال تجربتي الشخصية التي مازالت مستمرة والممتدة لعشر سنوات في العمل الحكومي وفي ثلاث ادارات مختلفة في جامعة الكويت.
لن أتحدث عن نفسي فقد اكون غير محايد عندها ولكنني سأتحدث عن امثلة لموظفين تشرفت بمزاملتهم والعمل تحتهم مباشرة في السلم الوظيفي، بأداء مبدع وافكار مبتكرة واجتهاد ومثابرة لا تعرف الكلل او الملل، فهم مع محاربتهم من قبل القياديين اصحاب العقليات المتحجرة والذين لا يؤمنون الا بمركزية الادارة واحتكار القرار الا انهم لم ينسحبوا او يخفضوا من طموحهم وادائهم المتميز، وبذلك يكونون هم قدوة لنا نحن مَنْ نصغرهم سنا ومنصبا.
ويزيد العدد فيما لو اردت الحديث عن الموظفين الذين تركوا الوظيفة لعدم قدرتهم على العطاء واختيار الانتقال او البحث عن وظيفة اخرى بسبب تسلط الادارة وعدم وجود التقدير المناسب وتدخل الواسطة والمزاجية، والعدد اكثر لمن لم تسنح لهم الفرصة للانتقال وتسلل اليأس وتملكهم، فأصبح العمل مصدر قلق وهم عوضا ان يكون مصدر فخر واعتزاز وانجاز.
نعم الموظف الكويتي يعيش في حالة من اليأس وعدم الرضا، ليس لعدم رغبته في الانجاز بل في مصادرة جميع صلاحياته في التغيير وغياب التقدير وسيطرة الواسطة على مجريات المستقبل المهني والعملي، حقيقة لا يمكننا نكرانها ان الموظف يشعر بعدم الرضا بسبب فروق الرواتب والامتيازات بين الوزارات، وكذلك عدم وجود القدوة والدعم من القياديين. نعم الموظف يعيش حالة من خيبة الامل، فالوظيفة لم تعد للانجاز والاعتزاز وانما اصبحت من اجل الراتب او ما نسميه «بالمعاش» الذي لا يمكنه ان يعيش الى نهاية كل شهر!
خاتمه:
عندما تعد الدراسات والاحصاءات على مجتمع لا يجب أن تضع النتائج بالمطلق وخاصة اذا كانت متعلقة بسلوك فردي وبذلك انت تعممه على الجميع، وان حدث ذلك فهذا لا يدل الا على سخافة وجهل صاحب الدراسة او أن هذه الدراسة موجهة لاغراض واهداف اخرى.
الكويتي كان ومازال انساناً مبدعاً، يعشق الجمال والابتكار والاختلاف، يعيش حالة من الاحلام التي لطالما يسعى لتحقيقها، الكويتي كان ومازال فيه الخير الكثير ولكنه يحتاج الى فرصة لا تتدخل فيها واسطة او محسوبية.
تريدون ان تعرفوا أين الخلل في القطاع الحكومي ؟ الخلل في القيادات الديناصورية التي مازالت تتربع على مناصبها منذ اكثر من ربع قرن وهم احد اسباب انهيار الدولة وترهلها، الخلل عندما نعلم يقينا ان القيادات لا توزع الا من خلال «الجينات» والواسطة والمحسوبية، الخلل ان يعج ديوان المحاسبة بالملاحظات والحكومة سعيدة بأنها عالجت نصفها فقط! الخلل ان وزير المالية يعترف انه الميزانية قد وفرت من المكافآت والسفرات مبلغا قدره 3.3 مليارات دولار! وفرحانين أوي!؟
فاذا ما اردت ان تنظف السلم وتكنسه، فالواجب عليك ان تبدأ من الاعلى لا من الاسفل!
زوايا:
1- عندما ترفع البصمة عن المسؤولين ويسرحون ويمرحون وبنفس الوقت يسألون الموظف عن الانجاز والالتزام، شلون؟!
2- الحكومة تستعين بمستشار عالمي لمواقف سوق المباركية، أليس هذا يكفي ان نعرف أين الخلل في القطاع الحكومي؟! القياديون ام الموظفون!؟
تعليقات