وصول ترامب «لعنة» تحل بالسياسة الأميركية الخارجية بعيدا عن المكاسب الداخلية.. برأي هادي بن عايض
زاوية الكتابكتب يناير 31, 2017, 12:41 ص 426 مشاهدات 0
الأنباء
مقام ومقال- لعنة ترامب
هادي بن عايض
لا يختلف اثنان على ان ما يقوم به الرئيس الأميركي ترامب منذ دخوله للبيت الابيض يفتقد كثيرا من الديبلوماسية والذكاء السياسي وخصوصا فيما يتعلق بعلاقة الولايات المتحدة الأميركية مع محيطها ومع بقية دول العالم.
فالقرارات المتسرعة والتي تحمل بين طياتها التهور السياسي احيانا بداية من قرار بناء الجدار العازل مع المكسيك ووصولا الى منع دخول مواطني عدد من الدول الى الاراضي الأميركية وغيرها، وان كانت مرفوضة من العالم الخارجي ومن شرائح أميركية الا انه لا يمكن إنكار وجود أعداد كبيرة من الاميركيين تدعم مثل هذه القرارات.
وترى فيها إعادة لهيبة أميركا ومكانتها التي تراجعت خلال الفترة الاخيرة، وشهد العالم أدلة على ذلك كان آخرها احتجاز ايران لعدد من البحارة الاميركيين والتحقيق معهم، ما شكّل إهانة واضحة للقوة الأميركية المتغطرسة منذ عقود.
يبدو ان ترامب الذي يرى ان في قراراته مستقبلا افضل للأميركيين لم يأخذ بعين الاعتبار ان الاوضاع هذه الفترة تختلف عن السنوات السابقة وتحديدا في ظل وجود أقطاب اخرى يجد الدارسون في العلوم السياسية انها تتجه بالعالم الى انتهاء حقبة القطب الواحد، وبالتالي العودة الى القطبين، بل يذهب بعضهم الى اننا نتجه الى عالم متعدد الاقطاب في ظل التطور والسباق في مجالات مختلفة بين عدد من الدول من ابرزها الصين وروسيا والهند إضافة الى الاتحاد الاوروبي والذي يحول تعدد اطرافه الى العمل كقطب واحد الا انه سيكون عنصرا اساسيا في الصيغة التي سيصل اليها العالم للانتقال من الاحادية القطبية بعد ان اصبح من الثابت عدم قدرة الولايات المتحدة على تحمل تكاليف ومسؤوليات العالم منفردة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي وحتى وصول ترامب.
كل ذلك من شأنه ان يجعل من وصول ترامب «لعنة» تحل بالسياسة الأميركية الخارجية بعيدا عن المكاسب الداخلية التي يمكن ان تتحقق من خلال سياسة ترامب وخبرته في مجال المال والاعمال.
ولكن السؤال المهم: هل هذه اللعنة كفيلة بأن تقصي ترامب عن السلطة بطريقة غير مباشرة؟ قبل ان تصل انعكاسات قراراته الى الدول الاخرى وتحديدا المرتبطة بالولايات المتحدة الأميركية في جوانب الامن والاقتصاد، وفي الخليج تحديدا علينا ان نضع ايدينا على قلوبنا وننتظر سياسات ترامب لأننا سنكون في مقدمة المتضررين اذا لم نحاول ان نجد نقاطا للتوافق معه بأقل التكاليف..
هذا، ودمتم.
تعليقات