الشعب الاميركي يسجل مثالا للشعوب الحرة التي تدافع عن المبادئ الخيرة.. برأي عبد المحسن جمال
زاوية الكتابكتب فبراير 1, 2017, 12:02 ص 500 مشاهدات 0
القبس
رأي وموقف- بداية «الربيع الأميركي»
عبد المحسن جمال
يفتخر الشعب الأميركي بأنه خليط من المهاجرين، جاءوا من كل أنحاء العالم، ليبنوا معاً أقوى دولة في العالم، ان لم نقل في التاريخ.
هذا الشعب ما زال يفتخر بأنه يستقبل كل عام كثيراً من المهاجرين تطبيقا لنصوص الدستور التي تسمح بمجيئهم ومشاركتهم في استمرار تقدم أميركا.
كما ان الدستور الأميركي يتسامح مع كل اصحاب الأديان والاعتقادات والمبادئ ما داموا ملتزمين بالدستور والقوانين الاميركية.
كذلك، يُسمح للجميع ببناء اماكن العبادة، كلٌّ حسب اعتقاده وديانته، وتقوم الدولة بحماية تطبيق مبادئ الدستور التي يسمونها مبادئ الآباء المؤسسين، الذين يفتخرون بهم من خلال الاحتفاظ بصورهم وتماثيلهم وتدريس آرائهم وافكارهم في مناهج التعليم.
لذلك كله، كان رد الشعب الاميركي قويا وعنيفا، وراقيا في الوقت نفسه لاسقاط قرار الرئيس دونالد ترامب بمنع ابناء سبع دول عربية وإسلامية من وطئ الاراضي الاميركية، لا لشيء إلا لأصولهم وديانتهم، ما يصطدم بقوة بمبادئ الشعب الاميركي، ورغبة الآباء المؤسسين.
فقامت الجماهير بتظاهرات سلمية ولجأت الى السلطة القضائية من خلال المحكمة الفدرالية، والمحاكم المحلية للعمل من الآن على «غلّ» يد الرئيس ومنعه من اتخاذ قرارات غير منسجمة مع رغبة الجماهير ومخالفة لدستور البلاد.
والجميل في الشعب الاميركي المتعدد الأعراق والاديان وقفته الانسانية مع العرب والمسلمين الممنوعين من الدخول بسبب قرار الرئيس، وخاصة ذهابهم الى المطارات المختلفة والتظاهر هناك ضد قرار رئيسهم، وبنفس الوقت لاستقبال القادمين، بعد ان ألغت المحكمة الفدرالية ذلك القرار المجحف الذي استنكره كل احرار العالم بمختلف اصولهم ودياناتهم، وذلك لان العالم يعيش في هذا العصر روح التعاون والتمسك بحقوق الانسان ومحاربة كل المتطرفين من مختلف الاديان والمعتقدات.
اليوم علينا ان نحيي الشعب الاميركي على وقفته الانسانية ونطالبه بالاستمرار بهذه الروحية العالمية التي يتحلى بها، وان يتعاون مع احرار العالم ليحاربوا كل القرارات العنصرية والبغيضة التي تحاول التفريق بين الشعوب والامم؛ بسبب دين او اصل او لغة، وليسطروا مع امم الارض بناء نظام عالمي جديد، يحترم الانسان لانسانيته، ويزنوا الانسان بما يقدمه للانسانية من دون اي فروق.
وبذلك، يسجل الشعب الاميركي مثالا للشعوب الحرة التي تدافع عن المبادئ الخيرة، وتنادي بالتقارب بين الأمم.
تعليقات