نظام عالمي جديد لاتحاد الشعوب.. يطالب عبد المحسن جمال للوقوف ضد أي قرار احترام البشر كبشر

القبس

رأي وموقف- الأمل بوحدة شعوب العالم

عبد المحسن جمال

 

الناس في هذا العالم يمتازون بمشتركات كثيرة توحدهم، فتجعلهم متقاربين ومتعاونين، وان الذي يفرق بينهم هم «السياسيون» من خلال قراراتهم واختلافاتهم، التي يزرعونها بين سكان الارض. ولو تركت الشعوب لحالها من دون تدخل «السياسة»

و «السياسيين»، لما حدثت هذه الاختلافات والفروقات بين البشر.

لقد اثبتت القرارات الاخيرة، التي اتخذها الرئيس الاميركي الجديد، حين اصدر قرارات اعتبرت «عنصرية»، بتحريم دخول الناس الى ارض «الاحلام»، كما يصف الاميركان بلادهم، التي جاؤوها مهاجرين واخذوها من سكانها الاصليين، من خلال حروب استمرت سنوات.

هذه القرارات، التي منعت فقط بعض العرب والمسلمين من دخول اميركا، لقيت رفضا قاطعا من اغلب شعوب العالم، حيث تضامن معهم الكثير من ابناء الشعب الاميركي نفسه، الذي وقف معربا عن رفضه لهذا القرار الغريب من جهة، ومتضامنا مع شعوب الدول الممنوع دخولهم الى الولايات المتحدة من جهة اخرى.

ومن يتابع ردات الناس العفوية في كل انحاء العالم يجد مدى قوة التعاطف والتلاحم بين البشر اذا أُبعدت عنهم عوامل «السياسة»،

ففي بريطانيا اسرع الناس الى التوقيع على عريضة تطالب الحكومة بعدم استقبال الرئيس الاميركي وإلغاء زيارته.

واحتج الشعب الافريقي من خلال الاتحاد الافريقي على هذا القرار، وكذلك فعلت منظمة التعاون الاسلامي، ناهيك عن الشعب الاميركي الذي تدافع الى المطارات الاميركية للاحتجاج على قرار رئيسه، واستقبال المسافرين العرب والمسلمين، الذين وصلوا الى اميركا بعد صدور هذا القرار الجائر، لانه لا يعاقب اشخاصا متهمين بذاتهم، ولكنه يعاقب دولا كاملة، ويعتبر شعوبا بعينها وبمجملها متهمة، وهذا سابقة خطيرة في التاريخ الانساني.

فهل سنرى في الايام القادمة حركة شعبية عالمية توحد شعوب العالم ضد اي قرار غير انساني يصدر من اي حكومة لا تراعي احترام البشر كبشر، وتمهد لاقامة «نظام عالمي جديد لاتحاد الشعوب؟!».