لن تستطيعوا أن تبنوا دولة عصرية إذا لم تلتفتوا للتعليم وللمدرسة.. بوجهة نظر محمد السداني

زاوية الكتاب

كتب 568 مشاهدات 0

محمد السداني

الراي

سدانيات- كويت 2035

محمد السداني

 

موجة من الضحك والهستيريا اعترت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الاجتماع الحكومي الذي عرضت فيه الحكومة رؤيتها تحت مسمى «كويت 2035»، وهي على غرار ما سارت به دول مجلس التعاون الخليجي في وضع خطط طويلة الأمد، مثل قطر والإمارات والسعودية. ولكنَّ الملفت المحزن أنَّ - الكويت الجديدة - لم يكن للتعليم نصيب فيها، فقد تحدث المشاركون عن خطط تطوير قطاعات التجارة والبلدية و المواصلات، وتناسوا أهم قطاع تُبنى عليه كل القطاعات، ألا وهو التعليم.

كيف لدولة تضع خطة لـ 18 عاماً ولا يوجد للتعليم ذكر في خطتها... ترسم كل شيء - باعتبار أن رسمها وتخطيطها سينفذ - كيف تريد أن تنهض الدولة بأفرادها وشعبها ومؤسساتها وهم لا يبنون الإنسان الذي يبني كل شيء! نحن وللأسف لا نتعلم من أخطائنا ولا نتعلم من جيراننا، عندما أرادت الإمارات أن ترسم مستقبلاً مشرقاً لها بدأت بالتعليم والمعلم، فصنعت نظاماً صادقاً وحقيقياً للتعليم، نظاماً لا يجامل فيخَرِّجَ كل مستحق من مرحلته التعليمية بلا عبارة - نجِّح وَلَدنا-، وهذا ما جعل رئيس الوزراء يعقد اجتماع مجلس الوزراء في احدى المدارس ليثبت للعالم أجمع بأن المدارس هي نواة بناء الوزراء والمديرين وغيرهم ممن يدير هذا البلد العظيم، أما نحن فالمدرسة بالنسبة للمسؤولين لحضور حفلات الاستعراض الطلابي واللوحات الشعبية، أو إذا حدثت مصيبة ما تتطلب بعض الديكور الإعلامي للمسؤول.

لن تستطيعوا أن تبنوا دولة عصرية إذا لم تلتفتوا للتعليم وللمدرسة، وما نعانيه اليوم من تخبطات في نظام التعليم هو نتاج ترهل دام سنوات وسنوات من دون أن يضع أحدهم اصبعه على مكمن الخلل، فيأتي وزير تلو وزير ولا يتغير شيء إلا أسماؤهم وصورهم التي تملأ ممرات الوزارة، وكأنها شاهدة على ما فعلوه من مآس في حق التعليم وأهله.

سننهض فعلاً عندما تكون وزارة التربية وزارة سيادية بحجمها لا بمن يتولاها، سيادية بقوتها ومكانتها وأهميتها، فهي الترس الأكبر لجميع أتراس الدولة متى ما صَلُحَ صلحت الدولة بأسرها، ومتى ما توقف توقفت الدولة بأسرها، ولن تجدوا كويتاً جديدة ومتطورة بل ستجدون كويتاً دائمة ما دامت الحياة.

خارج النص:

أضحكني تعليق فيصل البصري، عندما قال إنَّ الحكومة تحاول تقليد رؤية محمد بن راشد آل مكتوم، وقال ساخراً: «أنتم لو عند محمد بن راشد ما تقعدون ثلاث ساعات». وأنا ما زلت مؤمنا بأنَّ تردي وضع التعليم في الكثير من الدول يأتي بإهمال متعمد لأنَّك إذا فهمت، ستكون مصدرَ إزعاج للحكومة ولأحباب الحكومة ممن يستفيد من السلطة.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك