لماذا يتردد الغرب في قبول المهاجرين الجدد؟..يتسائل علي الحويل

زاوية الكتاب

كتب 429 مشاهدات 0

د. علي الحويل

الأنباء

الزاوية- لماذا يتردد الغرب في قبول المهاجرين الجدد؟

د. علي الحويل

 

يقول علماء الاجتماع أن المجتمع كيان حي له سنن حاكمة وإكراهات يعيش أفراده ويتفاعلون مع بعضهم البعض بموجبها، فمن الضروري ان يتخلى الأفراد عن جزء من حريتهم من اجل المجتمع وأن يتفاعلوا معه تفاعلا هو مزيج من التفاعل الفيزيائي السطحي المتغير والكيميائي الثابت الذي تختفي نتيجة له بعض خواص سلوك الأفراد لتسمح بحدوث التفاعل الكامل مع المجتمع والذي سيسمح بدوره للفرد بالتأثر والتأثير فيه.

عادة ما تكون الهجرات من شعوب الدول النامية إلى الدول المتقدمة كالأوروبية، ومعروف ان معدل الولادات عند المهاجرين يفوق مثيله لدى مستقبليهم من الشعوب الأكثر تطورا لذا وعلى مدى بضع عقود سيتضاعف مرارا عدد المهاجرين في الوقت الذي لا يزيد فيه تعداد البلد المضيف بنفس السرعة، كما ان اختلاف الديانات والموروثات الاجتماعية سيتسبب في تغيير مهم في المجتمع المضيف وستتأثر أنماطه السلوكية المنضبطة في الدقة والاخلاص للواجب باختلاطها بموروثات الدول النامية الأقل تمسكا بهذه القيم وسيؤثر الفهم القاصر للشرائع الدينية على مظاهر الانفتاح الغربية والحريات وقيمة المرأة لتتراجع عن مستوياتها المتمدنة، وهناك ما هو اهم كاختلاف قيمة العمل عند الفريقين فبينما العمل مسؤولية والإنتاج فيه وتطويره واجب عند الغربي يتساهل القادمون الجدد تجاه هذه القيم، فلو تخيلنا خط انتاج سيارات مثلا وفي طرف منه عاملون من القادمين الجدد فإن الإنتاج سيتعطل حتما لعدم قدرتهم ولإيمانهم بضرورة محاكاة العامل الغربي على الطرف الآخر من خط الإنتاج.

تأتي أيضا مشكلة مزاحمة القادمين الجدد للسكان الأصليين على فرص العمل وعلى خدمات الدولة من تعليم وصحة وخدمات اجتماعية كالسكن والمعونات الاجتماعية بكل أنواعها مما يقلل من فرص تجويدها لصالح السكان الأصليين، ويبقى عنصر الاستقرار والأمن وتهديده من قبل القادمين الجدد خاصة المتطرفين من المسلمين عاملا سلبيا في تقبل الشعوب لهم، ولإيضاح اثر التغيير الاجتماعي على المجتمعات الأوروبية فقد لوحظ ان اسم محمد هو الاسم الأكثر انتشارا في هولندا وبريطانيا ودول اوروبية اخرى بين المواليد الجدد وأكدت بعض الدراسات زيادة عدد المسلمين في غضون الـ 25 سنة القادمة ليصبحوا الأغلبية داخل اوروبا.

لم يعد تأثير المهاجرين على الاقتصاد عاملا مهما ومؤثرا في قبول الشعوب المضيفة للمهاجرين إليها خاصة في دول شمال أوروبا ذات الاقتصادات القوية فعادة ما يكون للهجرات اثر سلبي على الاقتصاد في السنوات الأولى ثم يتغير للايجابي نتيجة اسهامات المهاجرين الجدد فيه.

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك