الإطاحة بالحمود ستجعل الحكومة أكثر شراسة في المرحلة المقبلة.. كما يرى محمد السداني

زاوية الكتاب

كتب 521 مشاهدات 0

محمد السداني

الراي

سدانيات - شَبَكنا المجلس...!

محمد السداني

 

في نهاية استجواب الشيخ سلمان الحمود وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب، لا أدري لماذا تذكرت الراحل عبدالمنعم مدبولي في مسرحية «ريَّا وسكينة»، عندما رقص فرحا بعد زواج سكينة من عبدالعال الذي يعمل عسكريا في الشرطة. ولعل المفارقة أنَّ الكثير من النواب السابقين رقصوا رقصة عبدالمنعم أو - حسب الله - كما جاء اسمه في المسرحية في كثير من المواقف التي ساندوا فيها الحكومة وعبروا بها بر الأمان، إما باستبعاد استجوابات أو بإعطاء ثقتهم لمن يستحق ولا يستحق.

ولكنَّ موقف النواب مع الحمود لم يكن مشابها لسابقه، فقد كان الاستجواب مؤلماً جداً حيث أجمع أكثر من ثلثي المجلس على طرح الثقة في الوزير من دون تردد ومن دون - شَبكٍ - للحكومة التي لم تعرف كيف تسيطر على هذا السيل العارم، وهذا ما أعطى مؤشرا مهما في أنَّ المجلس بهذا الأداء سيعكس الأدوار وسيجعل الحكومة تحسب ألف حساب في أي تحرك قادم لها.

مع أنَّ المحللين السياسيين يرون أنَّ مجلسا بهذا الأداء وهذا الصراع لن يصمد طويلا مع حكومة اعتيادية لن تختلف عن سابقاتها في الأداء والإنجاز، وأيضا أنَّ الصولات والجولات الحكومية في موضوع كسب معسكر أكبر من مجلس الأمة لم تعد تجدي خصوصا مع الضغط الشعبي من الناخبين ووسائل التواصل الاجتماعي التي تعد محركا رئيسا لآراء النواب، فهل ندخل بعد استجواب الحمود في آتون صراع جديد ينذر بأزمة سياسية جديدة؟ وهل الحكومة في أول اختبار لها ستعلن استسلامها أمام مجلس الأمة؟

من وجهة نظري المتواضعة أنَّ كل معارك الحكومة مع المجلس تنتهي بانتصار الحكومة والوزير المستجوَب حتى وإن طرحت الثقة فيه، فالمتابع لتاريخ الاستجوابات في مجلس الأمة يجد أنَّ الحكومة حتى وإن لم تستطع تثبيت وزيرها المستجوب في مكانه فإنها تصنع منه بطلا ويعوَّض بمنصب أو مكان أكثر قربا منها، فالموضوع هو مجرد تبادل أدوار ليس إلا، وأعتقد أنَّ الحكومة هي من تحدد المساحة التي يستطيع المجلس أن يتحرك فيها مهما ظهر عكس ذلك في وسائل الإعلام. وتظهر تحركات الحكومة جليا في كتلة ستشكل لمساندتها مولودة من رحم الشعب، وأخشى ما أخشاه أن أسمع في المقبل من الأيام - حسب الله- وهو يغني وشبكنا المجلس وبقينا حبايب ونسبنا المجلس وبقينا قرايب - فينطبق علينا المثل الكويتي: لا طبنا ولا غدا الشر.

خارج النص:

عشنا معركة من التصريحات في الانتخابات الفائتة، وكان أبرزها عن موضوع الجنسية والمواطنة، وأعتقد أننا اليوم أمام محك صعب، إما أن يثبت النواب صدق وعودهم في علاج هذا الموضوع والذي أظن - والله أعلم - أنه أكبر من وعود وتصريحات خصوصا بعد أكثر من تصريح في وسائل إعلام عن انفراج الأزمة، غير أنَّ ملامح المرحلة المقبلة لا تبشر بأي شيء من هذا القبيل، فالإطاحة بالحمود هي القشة التي قسمت ظهر البعير وستجعل الحكومة أكثر شراسة في المرحلة المقبلة في مواجهة كل التحركات من نواب ساهموا في الإطاحة بأحد أعضائها.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك