متى يتوقف «التأزيم الحكومي؟».. يتسائل وليد الغانم
زاوية الكتابكتب فبراير 11, 2017, 11:29 م 449 مشاهدات 0
القبس
متى يتوقف «التأزيم الحكومي؟»
وليد الغانم
التأزيم، مصطلح سياسي شاع تداوله في السنوات الاخيرة بطريقة الحق الذي يراد به الباطل، فقد اعتادت الحكومة والجهات الموالية لها سياسياً واعلامياً اطلاق هذا المصطلح كلما قام نواب الأمة بممارسة حقوقهم الدستورية في البرلمان، وبصرف النظر عن اتفاقنا مع تلك الممارسات النيابية او اختلافنا معها، فلا مناص في حق النائب بالقيام بما يراه تشريعيا ورقابيا طالما كان ذلك تحت قبة المجلس ووفقاً للدستور وقوانين الدولة..
يمكن تقييم تصرفات النائب بطرق مشروعة من دون منعه من ممارسات ادواره أو التضييق عليه لاداء مهماته ومن دون تهويل اي اجراء يسعى اليه، سواء أكان هذا الاجراء اقتراحاً او تشريعاً أو سؤالاً أو محاسبةً متى ما حافظ على حدود صلاحياته ولم يتجاوزها بالتعدي على صلاحيات السلطات الاخرى، ويبقى المجلس هو القيّم على تصرفات النواب من خلال تأييدهم للنائب أو معارضتهم له، والتصويتات علامة على ذلك الموقف، وبهذا فلا يصح اطلاق مصطلح «التأزيم» على هذه الاعمال فقط لانها قد لا تعجب الحكومة والموالين لها..
وماذا عن التأزيم الحكومي الحقيقي الذي نعايشه منذ سنوات؟ حكومات متتالية تمر علينا بلا انجازات تذكر وقوانين لا تنفذ واخطاء تتكرر تجاوزات لا يحاسب اصحابها ومال عام يهدر كل يوم وليلة وخدمات مترهلة ومتخلفة، ووزراء لا يقدمون شيئاً للبلد، وخطط كبرى واستراتيجيات وهمية تقدم بنظام القص واللصق، ونظام اداري يتراجع للوراء وهيئات تفرخ بلا هدف واستحقاقات مستقبلية وطنية واجتماعية واقتصادية تحل بنا من كل جانب، ولا يبدو ان احداً من الحكومة يحسن التعامل معها، وشعارات تعلن وترفع من دون القدرة على تطبيقها.. وهكذا تنشغل الحكومة عن اعمالها الاساسية وتكتفي بالقاء الاتهامات الجزافية ضد اي ممارسة برلمانية لا تأتي على هواها وتعلق فشلها على شماعة التأزيم والضحية الوطن والمواطن..
إن كل مواطن مخلص يتمنى استقرار البلد ونجاح الحكومة والمجلس باعمالهما المكلفين بها، وهذا لن يتحقق ما لم يتم احترام صلاحيات كل سلطة والالتزام بتطبيق الدستور بصورة حقيقية لا بالادعاءات الوهمية والممارسات الشكلية مثل ادعاء التأزيم كلما ضاقت الأمور على الحكومة.. والله الموفق.
* * *
• إضاءة تاريخية:
«أغلب أهل الكويت في الزمن السالف يمشون حفاة الأقدام، وقليل منهم من يلبس النعال، ثم تدرجوا إلى لبس الأحذية» – تاريخ الكويت للشيخ يوسف بن عيسى.
تعليقات