مسؤولية الدولة ومسؤوليها في الرياضة والصحة.. يحًمل محمد المطني سبب وفاة لاعب كرة في الملعب

زاوية الكتاب

كتب 552 مشاهدات 0

محمد المطني

النهار

نقش- وداعاً فيصل

محمد المطني

 

رحل الصغير فيصل وهو يدق ناقوس الخطر لمن لا يسمع واذا سمع لا يتحرك، رحل فيصل بينما كان يمارس هوايته بعهدة الدولة وفي ملاعبها وأنديتها التي تديرها وتدعي اهتمامها بها، رحل فيصل ولم يرحل أي شخص فيهم عن كرسيه، بل لم تتحرك شعرة ومر الموضوع كما مر غيره برداً وسلاماً واكتفى كل مسؤول بقذف كرة المسؤولية على غيره.

فيصل ضحية هذا الوقت التعيس الذي انشغلت الدولة فيه بأمور ليس من بينها رعاية النشء ولا الشباب كما تدعي دائما فتركت ملاعبها ونواديها دون اشراف طبي وعلى البركة كباقي نواحي حياتنا، على البركة حتى تقع الكارثة فينتفض الكل ثم تفكر الدولة بالتحرك لحل هذا الأمر أو ذاك.

رحل فيصل المطيري لاعب نادي خيطان للناشئين بسبب عدم وجود اسعاف ولا طاقم طبي على أرض الملعب في دولة تصل مساعداتها وتجهيزاتها الطبية إلى أطراف الدنيا، رحل لأننا مازلنا نستصغر الرياضة ودورها فاستصغرنا وجود سيارات الإسعاف والمراكز الطبية في كل ناد وكل منشأة رياضية كبرت أو صغرت.

اكتفاء هيئة الشباب بالتحقيق لمعرفة أوجه التقصير والأسباب التي أدت لحدوث الحادثة التي تكررت بعدها بيومين لولا لطف الله ليس حلاً ولن يكون، فالمشكلة بعدم الاهتمام واللامبالاة والمشكلة عمليا تكمن بعدم وجود سيارات اسعاف ولا مراكز طبية محترمة في كل ناد يمارس فيه شبابنا رياضتهم وحلها بتوفير كل هذا بصفة مستعجلة.

الحديث عن نقص عدد سيارات الاسعاف في الكويت جريمة يجب أن نلتفت لها اليوم ونحلها فمن غير المقبول استمرار هذا الوضع المتخلف الذي نعيشه ومن غير المقبول مرور ما حدث هكذا دون تحديد المسؤولية وتحملها فلا أطفالنا ولا شبابنا لعبة لنقبل بهذه المقامرة على حسابهم.

ما حدث لفيصل وغيره وما سيحدث لا قدر الله إن استمر هذا الوضع المشين في ملاعبنا ونوادينا سيكون تحت طائلة مسؤولية الدولة ومسؤوليها في الرياضة والصحة ومسؤوليتنا إن قبلنا بوجود هذا النقص الذي يؤثر على حياة ومستقبل وصحة شبابنا اذا قبلنا باستمرار وجود نشاط رياضي دون استعدادات طبية كافية، الأمر يحتاج وقفة مسؤولة وقرارا آنيا لا تقاذف للمسؤولية كما نشاهد اليوم،ومتى ما شعروا أدامهم الله بالمسؤولية فسيتحرك الموضوع وتحل المشكلة وحتى ذلك الحين ندعو الله أن يغفر لفيصل وان يحفظ باقي شبابنا. تفاءلوا.

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك