اقتراح وجيه..هكذا وصف وائل الحساوي اقتراح النائبة صفاء الهاشم بتكليف أرباب العمل دفع تكاليف العلاج لعامليهم بدلاً من الدولة

زاوية الكتاب

كتب 736 مشاهدات 0

وائل الحساوي

الراي

نسمات- اقتراح وجيه!

د. وائل الحساوي

 

سألت أحد الأفغان الذين يعملون في مخبز قريب منا عن أحواله الصحية، وكان قد بدأ يأخذ أدوية مضادة للسرطان قبل فترة (عافاكم الله من هذا المرض)، فأخبرني بأننا في بلد كريم يصرف لنا كل ما نحتاجه من الأدوية بالمجان وقال لي إن صديقا له قد صرف له المستشفى أدوية للسرطان، ولما ذهب للسؤال عن تكلفتها قالوا له بأن علبة كاملة من ذلك الدواء- تحتوي على مجموعة من الحبوب- تكلف ألف دينار وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تحمل تكلفتها!

التقرير الذي نشرته جريدة القبس أمس بيَّن بأن التكلفة التي تتحملها الدولة لتقديم الرعاية الصحية للوافدين تبلغ 595 مليون دينار سنويا مقابل 773 مليوناً للمواطنين، علما بأن الدولة لا تستخدم من العمالة الوافدة إلا 6.8 في المئة فقط!

أما مرتادو المستشفيات من المواطنين فيبلغون 106 آلاف سنوياً مقابل 51 ألفاً من الوافدين.

نحن نشعر بالسعادة لأننا أدخلنا البهجة والسرور على مواطنينا وعلى الوافدين، ولكننا نواجه مشكلة حقيقية بسبب نقص الأسرّة في المستشفيات والتي بلغت معدل سريرين لكل ألف نسمة مقابل 13.4 سرير في اليابان و8.2 سرير في ألمانيا!

كذلك نواجه عجزاً حقيقياً في الميزانية يحتم علينا السعي لتوفير نفقات العلاج!

اقتراح النائبة صفاء الهاشم بتكليف أرباب العمل دفع تكاليف العلاج لعامليهم بدلاً من تحميل الدولة هذا العبء الثقيل هو اقتراح وجيه ويجب ألا يُزعج الوافدين.

أرباب العمل في الكويت ما زالوا يعيشون في أحلام وردية فهم لا يتكلفون أكثر من تذاكر السفر لاستحضار العمالة التي يريدونها، ثم يتركون للدولة أمر علاجها وتعبيد الطرق التي يستخدمونها وتنظيف الأماكن التي يرتادونها وهكذا، وهذه الخدمات تنعكس على ميزانية الدولة وعلى الخدمات العامة، فلماذا لا يساهم أرباب العمل بجزء من الأرباح التي يجنونها من عمالهم؟

البعض يجادل بأن أرباب العمل لن يدفعوا شيئاً للعمال، وإنما سيحملونهم تلك التكاليف وبالتالي سيكون هنالك بخس أكبر لرواتبهم، وهروب لكثير من العمال من البلد بسبب غلاء المعيشة، ويضربون مثلاً بالعامل الذي لا يتقاضى أكثر من أربعين ديناراً شهرياً فكيف يستطيع توفير العلاج له ولأسرته؟!

نحن نعلم بأن الامر ليس بهذه البساطة، ولكن هل يعقل أن تعجز الحكومة عن إجبار أرباب العمل على دفع نفقات علاج عمالهم ومنعهم من التلاعب برواتبهم؟!

إن تطبيق نظام التأمين الصحي للعمالة الوافدة يوفر الكثير على الدولة وعلى العمالة الوافدة، والحكومة مطالبة ببناء مستشفيات خاصة للتأمين الصحي وتوجيه الوافدين إليها، وهي مطالبة بوقف التبذير على العلاج في الخارج والتركيز على استضافة الأطباء المهرة من الخارج لتوفير الأموال وتطوير العلاج.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك