عدنان فرزات يكتب.. أطفالنا يضعوننا في مواقف صعبة
زاوية الكتابكتب مارس 17, 2017, 12:16 ص 638 مشاهدات 0
القبس
أطفالنا يضعوننا في مواقف صعبة
عدنان فرزات
يضعنا أطفالنا في مواقف لا نحسد عليها أحياناً، هم الوحيدون الذين بعفويتهم ينسفون كذب الكبار، أو «يزنقونهم» في مشاهد، يمكن أن تكون على الهواء مباشرة، فيجعلون خدودنا كحبات شوندر في قطرميز مخلل.
هذا ما حصل مع البروفيسور روبرت كلي، حين كانت محطة BBC التلفزيونية تجري مقابلة معه على الهواء، وفوجئ الأب باقتحام من خلفه، قام به طفلاه، أحدهما دخل بحركة راقصة، والآخر يمشي بداخل عجلة أطفال، ثم فجأة تأتي «قوات التدخل السريع»، التي هي امرأة (أثارت الجدل هي الأخرى بسبب الطريقة الخشنة لسحبها الأطفال، وإن كانت الأم أو عاملة المنزل).. وبمناسبة هذا المصطلح، فلم نعد نسمع بقوات التدخل السريع منذ زمن بعيد، رغم أن الأوضاع الآن في أكثر من منطقة عربية تستحق التدخل بهذا الشكل. شخصياً، آخر مرة سمعت بهذه القوات كان في الحرب الأهلية اللبنانية، بعدها أصبحت هناك قوات التدخل البطيء، التي نشاهدها اليوم تمشي «الهوينا» على مهلها، لتصل بعد حصول المجزرة أو الكارثة بأسابيع، وهذا ما يحدث اليوم في سوريا مثلاً، فهناك تدخل بطيء من الأمم المتحدة. بالمقابل، هناك تدخل عشوائي من معظم دول العالم، فلأول مرة بالتاريخ يلتقي على أرض واحدة جنود من دول عظمى وميليشيات إلى جانب جماعات لها أسماء تشبه الطلاسم، مثل داعش وجفش وقسد والنجباء، لو عددتَ هذه الأسماء سبع مرات، وأنت في الظلام، فسيخرج لك عفريت من الجن يسألك عن طلباتك، فتخبره بأمنيتك في وقف الحرب في سوريا، فيقول لك باللهجة السورية: «حل عنا، إذا دي ميستورا ما حلها بدك ياني أحلها أنا». ومن كثرة هذه الفصائل والجماعات فلأول مرة في التاريخ يُنشر شيء اسمه «دليل الجماعات المسلحة»، التي حسب الـBBC تقدر بألف جماعة.
ذكرتني الـBBC بالموضوع الأساسي، الذي كنت أتحدث عنه، فبعد الموقف المضحك، الذي تعرض له البروفيسور روبرت كلي، تذكرت موقفاً لعائلة كانت تزور أخرى، وبصحبتها طفلها، وراحت الأم الزائرة تتباهى أمام العائلة المضيفة بالدلال، الذي تغرقه على أبنائها، بما في ذلك أنهم يجلبون لهم كل أنواع الفاكهة، وفي هذه الأثناء أحضرت ابنة صاحبة المنزل طبقاً من التفاح، فنظر الطفل الزائر إلى أمه وسألها: «ماما، ما هذا؟».. وحتى الآن مضى على هذه الحادثة سنوات، ولم أستطع أن أعرف من أصحاب المنزل، ما الذي حصل للأم؟ لأنهم كلما أرادوا الشرح منعهم الضحك المتواصل من استكمال الحديث.
الآن فقط عرفت معنى الجملة، التي نقرؤها في كثير من الأماكن: «يرجى عدم اصطحاب الأطفال».
تعليقات