مختصر البيان في تكريم الشيخ الفوزان!

زاوية الكتاب

كتب 1485 مشاهدات 0


تنشر مقال للإعلامية السعودية إيمان الحمود، المذيعة ومقدمة البرامج في إذاعة مونتي كارلو الفرنسية ، منعت من النشر حيث تكتب:

مختصر البيان في تكريم الشيخ الفوزان

إيمان الحمود

قبل نحو عام تقريبا ضجت الصحف ووسائل الاعلام في فرنسا بخبر إلغاء مأدبة غداء دبلوماسية كانت الرئاسة الفرنسية ستقيمها على شرف الرئيس الإيراني حسن روحاني عند زيارته المقررة ائنذاك الى باريس .

سبب الالغاء جاء بعد ان رفض الفرنسيون الشروط التي فرضها الجانب الإيراني على المنظمين لاسيما تلك المتعلقة بعدم تقديم مشروبات كحولية ، وهو الامر الذي اعتبرته باريس إهانة لاعرافها الدبلوماسية ، خاصة انها لم تجبر احدا من ضيوفها المسلمين من قبل على شرب النبيذ ، الا انه يبقى تقليدا واجب الحضور على مائدة الرئيس .

تلك الحادثة طبعت في الذهنية الفرنسية صورة حادة عن الطبقة السياسية في ايران ، والتي لا تبدو متساهلة مع الاخر عندما يتعلق الامر بالشريعة الاسلامية ، وهو ما خلق حالة من الجفاء بين الجانبين لم ينقذها سوى إلغاء روحاني الزيارة برمتها في تلك الفترة بسبب اعتداءات باريس الإرهابية .

تبادرت هذه الحادثة الى ذهني عندما تابعت تلك الضجة التي اعقبت مشاركة الشيخ عبد العزيز الفوزان في حفل إسباني تسلم خلاله وسام الإكليل الذهبي تكريماً لنجاح قناة قرطبة التي دشنها لتعزيز قيم الحوار بين الحضارات .

شخصيا ارى بان ما قام به الشيخ الفوزان رغم كل النقد الذي تعرض له ، خطوة على الطريق الصحيح في تقبل الاخر والانفتاح عليه ، وحتى ان لم تتلاقى القيم والعادات بين مايؤمن به الطرفان ، فلابد ان تلك المشاركة قد طبعت في الذهنية الاسبانية خاصة والاوروبية بشكل عام صورة مختلفة عن رجال الدين في السعودية .

تبرير الشيخ الفوزان بقاعدة فقهية كان جيدا أيضا وأقنعني حقيقة ، فالمصلحة الكبرى تتغلب على ارتكاب المفسدة الصغرى ، وبناء على هذا الاساس أليس من المصلحة الكبرى ياسادتي الكرام ان تقود نساؤنا سياراتهن لنتغلب على مفاسد السائق الأجنبي ؟ وأليس من المصلحة الكبرى ان تنضم بناتنا لكليات الطب لنتغلب على معضلة عدم وجود كوادر نسائية مؤهلة لعلاجهن ؟ او ان نخلق جوا من الترفيه البريء لشبابنا فنقضي على وقت الفراغ الذي يودي بهم الى المجهول ؟

ليتنا نعمل بقواعدنا الفقهية في الداخل كما نعمل بها في الخارج , حينها سنكسب احترام ذاتنا قبل احترام الاخر .

الآن - إيمان الحمود

تعليقات

اكتب تعليقك