خبالنا... منّا وفينا!.. هكذا يرى وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 532 مشاهدات 0

د. وائل الحساوي

الراي

نسمات- خبالنا... منّا وفينا!

د. وائل الحساوي

 

حقا إن خبالنا منا وفينا، وإذا كان أعداؤنا يتعمدون إذلالنا وضرب مصالحنا، فإن ما نقوم به من إجرام لحق بعضنا البعض يعتبر أشد تأثيراً مما يفعله أعداؤنا!!

لقد بذل الشعب الليبي جهوداً كبيرة للتخلص من أبشع نظام ديكتاتوري جثم على صدورهم أكثر من 41 عاماً، وتحركوا لتشكيل حكومة وطنية تمثلهم واستبشرنا خيراً، فإذا بنا نفاجأ ببروز مجرمي حرب جدد للتخلص من القوى الوطنية ومحاولة إعادة الأمور إلى المربع الأول والسيطرة على منابع النفط، ومنهم «خليفة حفتر» الذي كان ضابطاً في صفوف الجيش الليبي القذافي، ثم اختفى سنوات وبعدها عاد إلى الحكم ليخلط الأوراق وليفرق الصفوف!!

 

وللأسف فإن بعض الدول العربية تسانده في مغامراته الفاشلة وتمده بالسلاح تحت حجة محاربة الإخوان المسلمين! وقد كشفت إحدى الصحف قبل يومين عن نبش قبور الموتى والتمثيل بجثثهم من قبل قوات حفتر!!

اليمن السعيد شهد كذلك انقلاباً على ثورة الشعب اليمني عندما أسلم المجرم علي صالح زمام الأمور بعدما تم طرده وتجريده من نفوذه عام 2011، فعاد صالح ليفسد في اليمن ويتعاون مع الحوثيين المجرمين الذين تدعمهم إيران، ما أجبر دول الخليج على التصدي لهم وخوض حرب أهلية مدمرة استمرت سنتين قتل فيها عشرات الآلاف ومازالت تنزف من دماء اليمنيين وأموالهم!!

الذريعة في تقوية صالح كانت كذلك منع جماعة الاخوان المسلمين من الوصول إلى السلطة!!

أما العراق فقد شهد مرحلة تاريخية عصيبة عندما أسلم زمامه لمجرمي الحرب الذين سرقوا ثروات العراق وسلموا تنظيم «داعش» الذي خلقته إيران وأنظمة المخابرات العربية، مناطق الموصل والرمادي وغيرها، وكلفوا دول الخليج مليارات الدولارات للتخلص من هذا التنظيم الإرهابي والتصدي له، بينما بلغت خسائر قتلاهم الآلاف من الشعب العراقي، ومازالوا يجندون الجنود من أجل التصدي له!!

أما سورية فقد كانت الفخ الكبير الذي وقع فيه الثوار السوريون حيث هجموا على نظام محمي من الجميع ومعشوق من الجميع ويشرف على حمايته الكيان الصهيوني وكل من يأتمرون بأمره!!

وبدلاً من أن نجد الفزعة العربية والإسلامية للتصدي لعدوان النظام على شعبه، شاهدنا العديد من البلدان العربية تقف معه وتدافع عنه بينما بقية الدول الإسلامية تتفرج على ما يجري وتقول للثوار السوريين: لا شأن لنا بكم!!

بعض الدول العربية وقفت مع النظام السوري في التصويت على إدانته في مجلس الأمن، حتى في إدانته بسبب إلقاء الأسلحة الكيماوية على شعبه!!

إيران التي تتشدق بأنها بلد إسلامي يريد نشر الإسلام في العالم لم تتردد بالتصدي لجميع القضايا العربية والإسلامية وبالسعي لتمزيق الدول العربية في كل مكان ودعم أعدائها بحجة تصدير ثورتها البائسة!!

إذاً هل تصدقون بأن خبالنا هو منا وفينا؟!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك