لماذا تأخرنا وتقدم غيرنا؟!.. يتسائل خالد الطراح
زاوية الكتابكتب مارس 31, 2017, 11:30 م 446 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة- لماذا تأخرنا وتقدم غيرنا؟!
خالد الطراح
أصبح مطار حمد الدولي في قطر الشقيقة صرحاً عالمياً من ناحية التصميم والمساحة والخدمات المتطورة، فبعد تدشين كل وسائل التقنيات الحديثة الأمنية وخدمات الطيران المتطورة، سيدخل قريبا مرحلة تقنية جديدة للغاية تتمثل في «تحول إجراءات السفر إلى طابع إلكتروني عبر إنهاء إجراءات كل المسافرين من دون تدخل بشري من البوابة وصولاً إلى الطيارة».
وذكر بيان رسمي لعمليات المطار أنه «تم تجهيز 60 جهازاً ذكياً للدخول و12 آخر للأمتعة، بينما يستمر العمل على طرح مناقصات جديدة لزيادة عدد الأجهزة الذكية».
أما بالنسبة إلى استراتيجية توفير السكن للمواطنين، فهي تسير، وكذلك أعمال البنية التحتية، وفقاً لجدول زمني يواكب عقارب الساعة وليس التقويم السنوي، بينما تم تدشين أخيراً «النسخة الثالثة من البوابة الإلكترونية».. نعم الثالثة وليست الأولى! وهي مرحلة جديدة من مراحل التطوير اعتماداً على تجارب النسختين الأولى والثانية من البوابة الإلكترونية وبناء على مقترحات المستخدمين على اختلاف اهتماماتهم!
هذه المقدمة المتواضعة عمّا تشهده قطر من نهضة تنموية ليست بهدف المقارنة بين الكويت مع دول الخليج الأخرى، فمثل هذه المقارنة أصبحت مملة جداً ومعادلة صعبة، لكن الأهم هو معرفة سبب تراجع الكويت وتقدم بلدان خليجية عنا بعد أن كانت الكويت في المقدمة لسنوات طوال، فقد بات مؤرقاً هذا السؤال لنا ولمحبي الكويت حتى من أشقائنا في الخليج.
تخلف الكويت وتراجعها في ميادين حيوية كالتنمية والخدمات الصحية والتعليمية والمواصلات والمنافذ البرية والجوية ومواكبة التطورات التقنية، يضعاننا فعلاً أمام أسئلة محيرة، فالمعوقات ليست مالية بالتأكيد، فقد كانت لدى الكويت فوائض خلال فترة ارتفاع أسعار النفط، وقبل ذلك أيضاً، ولم تتغير الأحوال أو بيئة العمل والتطوير، فما السبب الرئيسي خلف كل هذا التراجع؟ وما المبررات التي يمكن أن نفهم حتى لو جزءاً بسيطاً منها؟
مؤسسات دولية وشركات استشارية قدمت عشرات من الدراسات منذ التحرير حتى اليوم، إلى جانب لجان فنية متخصصة مؤلفة من شخصيات تتميز بخبرات اقتصادية ومالية وهندسية، ولم يشهد البلد تغييراً ملموساً!
هل آفة الفساد وحدها مسؤولة؟ طبعاً لا، فالفساد أيضاً موجود في بلدان أخرى، لكن حتى الفساد لم يَحُل دون تقدم الجيران عنا!
هل هي مشكلة إدارة أم إرادة؟
أين يكمن الخطأ؟ ومن يتحمل المسؤولية؟ هل الديموقراطية سبب في تخلف الشعوب والدول؟
ربما هناك من يشتهي رمي المسؤولية في أحضان مجلس الأمة، لكن الواقع يقول إن عدداً ليس بسيطاً من النواب الذين يؤيدون السلطة الحكومية، وهو من الأمور البديهية والواضحة حين يتم التصويت وإسقاط مشاريع إنقاذ البلد!
مثل هذه الأسئلة تفتح جروحاً سياسية لا تتعافى ببيانات إنشائية للحكومة، فمثل هذه الآلام لا يدركها سوى من يعيش مثل باقي الشعب في دائرة البيروقراطية الحكومية ويتألم على نفسه ووطنه!
ممكن جدا تحديد أكثر من سبب للتخلف، لكن السؤال: هل هناك من يبكي ألماً على ما تكابده النفس العليلة على وطن يتهاوى يومياً عشرات المرات؟!
هل ننتظر حتى يحتضر الوطن أم اننا في مرحلة الإنعاش الأخيرة؟
لست متشائماً ولست متفائلاً!
«مو حزن لكن حزين»!
تعليقات