حلول الازمات العربية ليست بيد العرب.. هكذا يرى عبد المحسن جمال
زاوية الكتابكتب إبريل 2, 2017, 11:56 م 440 مشاهدات 0
القبس
رأي وموقف- الجامعة العربية بين الواقع والطموح
عبد المحسن جمال
في السياسة لا يمكن أن يكون الطموح إلا من خلال الواقع المعاش، فـ«ما كل ما يتمنى المرء يدركه»، بل وكما يضيف شاعرنا «تجري الامور بما لا تشتهي السفن».
اجتماع جامعة الدول العربية الذي تم اخيرا في منطقة البحر الميت بالاردن، واجه واقعا صعبا شعر به الجميع، وهو ان حلول الازمات العربية ليست بيد العرب، بل هي بيد الآخرين من الدول الكبرى التي لا بد من استشارتها واستمزاج رأيها!
لذلك لم ينته الاجتماع الا بالاتفاق على ارسال الوفود الى عواصم الدول العظمى عسى ان تجد حلا لمشاكلنا العربية، بعد ان عجزنا عن ايجاد حلول عربية لها!
ولقد كان صاحب السمو الامير واضحا في تشخيص الواقع حين بيّن في كلمته التي ألقاها في المؤتمر «ان ما يواجهه العالم العربي من تحديات جسيمة ومخاطر محدقة يفرض الالتزام بنهج مختلف عما درجنا عليه في السابق»، خصوصاً أن سموه اعلنها صريحة «ان ما يسمى بالربيع العربي وهم اطاح بأمن واستقرار شعوب شقيقة، وعطل التنمية لديها، وامتد بتداعياته السلبية الى اجزاء اخرى من الوطن العربي لتتدهور الاوضاع الامنية فيها وتعيش شعوبها معاناة مريرة».
هذا التشخيص الدقيق، الذي طرحه سمو الامير، يدق ناقوس الخطر لقادة الامة العربية.
ثم بين بوضوح «ان الخلافات التي نعاني منها لن تقودنا الا الى المزيد من الفرقة في موقفنا والضعف في تماسكنا».
استمرار هذه الخلافات والابتعاد عن التشخيص الحقيقي لما تعانيه الدول العربية وعدم البحث الجاد عن الحلول التي تنبع من الواقع العربي نفسه، والتسامي على الاختلافات والركون الى الدول الاجنبية، بما فيها الدول الكبرى، لايجاد حلول لما يجري في عالمنا العربي، لن تزيد مآسينا الا تعمقا واختلافاتنا الا تجذرا، لان تلك الدول ستبحث عن مصالحها بالدرجة الاولى ولن تتلمس معاناة دولنا وشعوبنا.
والحل هو ما طرحه سمو الامير من التسامي على جراحنا، وايجاد حلول محلية لخلافاتنا، والعمل من خلال الواقع لا من خلال الاحلام التي تمنينا بها الدول الاجنبية.
بل ما سنفاجأ به هو ان الدول الكبرى تتعامل مع مشاكل العالم، بما فيها المشاكل العربية، من خلال الواقع الذي تراه وليس من خلال العواطف وما نريد ان نراه!
تعليقات