لماذا يقبلون استمرار الحكومة في امتلاك صلاحيات لا معقب عليها؟.. محمد المطني متسائلا

زاوية الكتاب

كتب 405 مشاهدات 0

محمد المطني

النهار

نقش- العنصرية وإندونيسيا

محمد المطني

 

لماذا يهتم البعض بمواضيع مثل تعديل قوانين الجنسية والمحكمة الإدارية بجعل قضية سحب الجنسية تحت نظر القضاء فقط، ولماذا كل هذه الشوشرة المفتعلة؟ ما الدافع للوقوف ضد تصحيح وضع مائل تضرر منه الكثير وحرم الكثير من حقوقهم؟

لماذا يقبلون استمرار الحكومة في امتلاك صلاحيات لا معقب عليها؟ ولماذا شاهدناهم ينتفضون حول هذا الموضوع فقط رغم وجود العديد من المشاكل وقضايا الفساد التي تفوق آثار تعديل مواد قانون يعطي الحكومة صلاحيات دون وجود جهة تراقب ممارسة هذه الصلاحيات وعدالة الإجراءات؟

في بلد الهجرات المتنوعة المتقاربة مكاناً وتاريخاً، عدد السكان الصغير واللغة الواحدة والدين الواحد، في بلد تشير مؤشراته وتاريخه إلى أن وحدته حتمية ومنطقية ولا تحتاج لأي جهد، وحدت الأحداث التاريخية المجتمع أكثر من مرة ولكننا في كل مرة نغرق في الخطوة الأخيرة والسبب هذه الآراء العنصرية التي تغذي قلوب المرضى وتثيرهم والتي تتواجد برضا وصمت. في مقابل كل ما يحدث لدينا رغم عددنا الضئيل واختلافاتنا غير المشاهدة بالعين البشرية  أتساءل كيف تعيش دولة مثل اندونيسيا؟ دولة تعرضت للاحتلال وللحكم العسكري وللانقلابات ثم بدأت التحول الى دولة ديموقراطية، يعيش فيها أكثر من ربع مليار فرد، يتحدثون 6 لغات مختلفة لا لهجات ويعيشون في 17 ألف جزيرة وينتمون لإثنيات عرقية متنوعة، ورغم هذه الاختلافات التي لا يمكن جمعها وتوحيدها يشار لأندونيسيا اليوم على أنها أكثر الدول تسامحاً وانفتاحاً مع غيرها وقبولاً للآخر، كيف استطاعوا التغلب على كل هذه المثيرات العنصرية وتحويلها من نقاط ضعف إلى نقاط قوة؟.

كيف ستعيش أندونيسيا لو أننا أرسلنا جيش العنصريين هذا لهم وهم من يعلنون دائماً أن «الوحدة في التنوع» حتى اشتهر شعارهم في كل العالم؟ أكاد اجزم أن الحكومة الإندونيسية هي من ستتصدى لهم بخطاب معاكس وقوي ولن تتسامح معهم ولن تقربهم منها وتستمع لأمراضهم وتسمح لهم ببثها في المجتمع لمعرفتها أن السماح بمثل هذه الأمور يعني نهاية اندونيسيا.. تفاءلوا.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك