السياسة.. فن المناورات.. يكتب عبد المحسن جمال

زاوية الكتاب

كتب 520 مشاهدات 0

عبد المحسن جمال

القبس

رأي وموقف- السياسة.. فن المناورات

عبد المحسن جمال

 

 

تزخر الساحة المحلية بالجدل حول بعض المواقف هنا وبعض الأمور هناك.

وعلينا أن نعي جيدا أن السياسة، وخاصة سياسة الدول والحكومات ليس فيها مجال للصدفة، بل كل خطواتها وفقا لـ«تكتيك» معين وحساب دقيق واتفاقات وراء الكواليس.. قد لا نعرفها الآن، ولكن الأيام ستكشفها.

لذلك من المهم قراءة التاريخ السياسي، سواء للأفراد أو التكتلات السياسة، حتى نعرف أساليبهم في التحرك السياسي والصفقات البرلمانية.

ولو أخذنا تصويت المجلس على رفع الحصانة عن بعض النواب، فإن «التكتيك» السياسي سنراه واضحا، ويكاد ينطق من الوضوح.

فحين يصوت رئيس المجلس ورئيس الحكومة في اتجاه واحد، وهو اتجاه يعتبر عكس السير لكثير من المراقبين، فعلينا أن نعرف ضخامة العمل الذي تم وراء الكواليس.

وإذا علمنا بأن بعض الحركات السياسة «الدينية» هي الطرف الآخر، فإن الصفقة السياسية ستكون «طبيعية»، لمعرفتنا بتاريخ هذه الحركات في التعامل مع منصب الرئاسة من جهة، والحكومة من جهة أخرى.

وكل ذلك أمر اعتيادي لمحترفي السياسة، وإن كان الموضوع المطروح في غاية الأهمية والحساسية، لأن العمل السياسي هو عمل «براغماتي»، لذلك فإن موضوع «السيادة» و«الجنسية» و«حرمة المال العام» و«الأمن» هي قضايا ممكن «التكتيك» حولها نيابيا، فالسياسة عند البعض فن الممكن وليس عمل المستحيل، خاصة إذا أصبحت هذه القضايا كالسيف المسلط على رقاب أصحابها.

فرفع الحصانة التي تطلبه السلطة القضائية من الممكن تأجيله بضعة أشهر، واستخدامه سلاحا مسلطا على بعض النواب يمكن إشهاره في أي وقت!

فتأخير رفع الحصانة لا يعني إسقاط المحاكمة، بل تأجيلها إلى وقت آخر.

ولكن في المقابل، فإن التلويح بالاستجواب هو سيف مسلط يملكه النواب.

وبما أننا في برلمان سياسي، فلا مجال للعواطف أو «الخشوع»، أو «الورع» المزيف.

لذلك لا تتباكوا على الحليب المسكوب، بل اعملوا على توفيره!

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك