دكتور كلية الـ... بلا ذوق!!.. يكتب محمد العوضي
زاوية الكتابكتب إبريل 11, 2017, 11:55 م 986 مشاهدات 0
الراي
خواطر قلم- دكتور كلية الـ... بلا ذوق!!
محمد العوضي
لو وقفت أزمة الدكتورعند فقدان الذوق لهانت، ولكنها تعدت انعدام الذوق إلى الضمير الميت والمسؤولية المنسية والاستهتار بالمهنة والمؤسسة التعليمية بأكملها، وأول المتضررين مباشرة هم الطلاب والطالبات من جهة هدر أوقاتهم وأسوأ من ذلك بالقدوة السيئة في أرقى مؤسسات المجتمع
كلامي ينصب على سلوك بعض أساتذة الجامعات في تعاملهم مع الطلبة.
فكم هو مقرف أن يُعرف الأستاذ بشدته غير المنطقية في التعامل مع الطلبة، كذلك الذي لا يسمح لأي طالب أن يدخل وراءه قاعة الدرس ولو بنصف دقيقة!
فبما أنه دخل «عرينه» وصار «أسداً» في فصله أصبح على الطالب «الضحية» الالتزام بأوامر ملك الفصل وإلا…!!
وقد وصل الحال ببعض الطلبة المنكوبين بمثل هذا الدكتور أن يتوسلوا إليه ليسمح لهم هذا «المربي الفاضل» بالدخول ليستفيدوا من علمه ويقوم بتسجيل الطالب في خانة الغياب بكشف الحضور إلا أن الدكتور المتعالي يرفض بحجة أن تعليماته لا تُكسر واللي مو عاجبه «يشوف له كلاس ثاني» أو يروح يشتكي!
إلى الآن الوضع شبه عادي فكل أستاذ له طبيعته ونظامه وعلى الطلبة أن يتكيفوا مع أساتذتهم.
لكن المقرف حقاً أن يكون ذات الدكتور صاحب الشدة والصرامة في التعامل مع طلبته الذين يفترض به أن يعاملهم كأبنائه أو إخوته الصغار، يغيب لأيام متتالية بلا إخطار للطلبة ولا اعتذار.
زاد إحساسي بالأضرار التي يوقعها الدكاترة المستهترون على طلبتهم بعد التعليقات الساخطة التي وصلتني على حسابي في «تويتر» و«السناب شات» عندما تكلمت أمس عن هذا الصنف من الأساتذة.
وقد كتبت ما نصه:
(إلى الدكاترة الأفاضل في كل الجامعات ليس من المروءة أن نغيب لأي سبب من دون إخطار طلبتنا برسالة في ظل توافر وسائل الاتصال أرجوكم.. حسوا بالبشر)…
اتسمت التعليقات بالشكوى والألم من سلوك بعض دكاترة الكليات تجاه طلبتهم من داخل الكويت وخارجها ومنها الحديث عن مشقة الطريق، الزحام، الوقت، الجهد، الانتظار، إشغال أحد الوالدين أو الأقارب أو أي وسيلة نقل … ثم يتفاجأ الطالب أو الطالبة بغياب الدكتور دون إخطارهم وما يتسبب ذلك السلوك في فقدان القدوة والإحباط النفسي وإضاعة الوقت وغيرها من السلبيات التي لا يمكن تعويضها.
إننا في حاجة إلى إعلاء الصوت من طرف الأساتذة أنفسهم والطلبة من بعدهم ضد هذا العبث واللامبالاة من دكاترة يمارسون الدكتاتورية في تعاملهم مع الطلبة والأنانية وتعظيم الذات على حساب طلبتهم الذين سعوا للاستفادة من علمهم.
في ظني إن ضعف وتدني مخرجات التعليم تبتدئ من دكاترة المواد قبل الطلبة، فهم الأساس، وعلى عواتقهم تقع أمانة إيصال العلم لطالبه، فإذا كان القدوة مضيعاً للأمانة فلا تلوموا من تأسس تربوياً وعلمياً على يد من أضاع الحقوق وتعامل مع الطلبة وكأنهم ملكية خاصة به يعاملها كيف يشاء.
لهذا وحفاظاً على ما تبقى من إحساس بالمسؤولية عند الدكاترة الأفاضل الذين يؤدون أمانة العلم لطلبتهم، يجب أن تكون هناك آلية لدى الجامعات الحكومية تحديداً لضبط سلوك من يخرج عن مهام وظيفته التربوية التعليمية وأن تكون هناك لوائح تنظيمية يدرك من خلالها أن المقصر لا يتساوى مع المُجد المخلص، حتى لا تضيع الأوقات سدى ثم نندب حظنا بأن الأمم تتقدم ونحن في درب التخلف سائرون.
تعليقات