كل من في الكويت يشعر بأنه محاصر بالفساد .. هكذا يرى وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 548 مشاهدات 0

وليد الغانم

القبس

هيئة حماية الفساد

وليد الغانم

 

تراجع ترتيب الكويت في مؤشر مدركات الفساد لعام 2016 وفقاً لمنظمة الشفافية الدولية 20 مركزاً للخلف؛ حيث جاء ترتيب الكويت 75 عالمياً، بعد أن احتلت المركز الــ ٥٥ في عام ٢٠١٥، وهكذا تمر علينا مثل هذه البيانات الخطيرة مرور الكرام، حيث لا قيمة لأي مؤشر في الدولة سوى مؤشر سعر النفط..

ترتيبنا لعام ٢٠١٦ في المركز الــ ٧٥ يعتبر رقما قياسيا فاضحا وجديدا للحكومة في هذا المجال، حيث إن الكويت لم يسبق لها أن بلغت هذا الترتيب المتدني في مؤشر مدركات الفساد منذ بدأ العمل به سنة ٢٠٠٣ ولو استمرت حكوماتنا في العمل بنفس النظام الرديء والمنهج الفاشل فإنها بالتأكيد مرشحة للحاق بالدول المتخلفة آسيوياً وأفريقياً ومنافستها على المراتب الأخيرة..

كان طبيعيا تحقيق الحكومة هذا المركز؛ فكل من في الكويت يشعر بأنه محاصر بالفساد أينما تنقل في مؤسسات الدولة وأجهزتها ومشاريعها، كما أن عام ٢٠١٦ كان مسكوناً بذاك البرلمان (مجلس ٢٠١٣) الذي فلتنا منه بأعجوبة، وساهم في غيبوبة الإنجاز الوطني الحقيقي بأعماله المعروفة، ثم استحكمت حلقات العبث بتهميش تقارير ديوان المحاسبة وبتعطيل أعمال هيئة مكافحة الفساد والخلافات العاصفة التي حلت بها، وما زالت معلقة بلا حلول جذرية واضحة..

يا تُرى، هل تدارست الحكومة هذه النتيجة وأسبابها، هل عُرض على مجلس الوزراء تقرير بهذا الإنجاز العظيم الذي حققوه للبلد، هل عقد مجلس الأمة جلسة خاصة لمناقشة هذه الأوضاع التي أساءت إلى سمعة الكويت في العالم؟ بالطبع ستكون الإجابة «لا»؛ فليس هذا الاهتمام الحقيقي لمسؤولي الدولة طالما كانت مناصبهم محمية ومصالحهم «ماشية»، إلا من رحم الله تعالى..

هل نذكركم أيضاً بأن ترتيب الكويت في نهاية ٢٠١٦ تراجع في أكثر من 8 تصنيفات عالمية مختلفة، وهي ترتيب أفضل الدول في ممارسة الأعمال وتقرير التنافسية العالمية، وسهولة ممارسة أنشطة الأعمال ومؤشر الازدهار وأفضل وأسوأ الوجهات حول العالم لإقامة الوافدين، ومؤشرات الصحة والتعليم، وحرية الصحافة ومؤشر السلام العالمي؟

أجهزة حكومية بلا عدد وهيئات جديدة ومناصب «تارسة» البلد، ومؤتمرات كل أسبوع، وسفرات حول العالم، ومقابلات تلفزيونية، ومنظِّرون، ومطبّلون 24 ساعة بالإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وحكومة تجلس كل أسبوع، وبرلمان قائم.. وآخرتها هذا مركزنا حول العالم؟! ألا تعتقدون ـــ مثلي ـــ أن الهيئة الوحيدة الناجحة في الكويت هي «هيئة حماية الفساد»؟!

والله الموفِّق.

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك