التحول كان ضرورياً لتركيا لا سيما في ظل المشاكل الكثيرة التي مرت عليها.. بوجهة نظر وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب إبريل 17, 2017, 11:53 م 493 مشاهدات 0
الراي
نسمات- أوروبا... نادٍ مسيحي!
وائل الحساوي
النظام الرئاسي في أي بلد من بلدان العالم يعطي الرئيس صلاحيات لا يعطيها له النظام البرلماني ومع هذا فمجلس النواب يحاسب الرئيس ويمنعه من الطغيان!
الولايات المتحدة تمثل أفضل الأنظمة الرئاسية الناجحة ولذلك لا أدري لماذا قامت أوروبا ولم تقعد عندما أجرى أردوغان استفتاءً شعبياً للتحويل من النظام البرلماني الحالي إلى النظام الرئاسي؟!، وقد حصل أردوغان على موافقة شعبه بأكثر من 51 في المئة من الأصوات المقترعة على الرغم من الحشد الكبير للمعارضة ضد هذا الاستفتاء!
بالطبع فإن هذا التحول كان ضرورياً لتركيا لا سيما في ظل المشاكل الكثيرة التي مرت عليها من محاولة الانقلاب العسكري الفاشل وتدخل الأقليات ضد الحكومة، والأحزاب السياسية المشاكسة! والسؤال هو: ألم يكن الواجب على أوروبا أن تفرح بتطور النظام الديموقراطي التركي، والذي تم بدعم شعبي كبير يندر حدوثه في دول أخرى، ولماذا الغضب والنقد المتواصل لأردوغان؟!
لقد حاول أردوغان منذ عشرين عاماً أن يدخل في الاتحاد الأوروبي، ولكنه ووجه بموجة صدود ورفض غريبة وشروط فرضوها على تركيا إلى أن صرح اردوغان بأن الاتحاد الأوروبي هو نادٍ مسيحي ممنوع على المسلمين دخوله!
لم تكتف أوروبا بذلك ولكنها طلبت من تركيا منع الهجرة إلى أراضيها من سورية وأفريقيا ووعدت تركيا بإسقاط الفيزا (الشنجن) عن الأتراك الراغبين في زيارة أوروبا مقابل ذلك، ثم نكصت على عقبيها ورفضت تطبيق وعودها!
ودور أوروبا في تدبير الانقلاب الذي قاده غولن كان واضحاً فقد شجعته ثم انتقدت أردوغان لأنه - كما ترى أوروبا - بالغ في قمع المنقلبين!
وعندما كان أردوغان يسعى للتأثير على الناخبين الأتراك في أوروبا تصدت له بعض الدول الأوروبية مثل هولندا ومنعت قيادات تركيا من زيارة بلدانها للالتقاء بالناخبين الأتراك، ما دعا أردوغان إلى اعتبار ذلك شبيهاً بالأنظمة النازية التي حكمت بلدانها بالحديد والنار!
أما الآن فإن البلدان الأوروبية تحذر العالم من أردوغان الذي قد يتحول إلى ديكتاتور وليتها التفتت إلى الدول الديكتاتورية في العالم التي تدعمها بقوة ضد شعوبها وتمنع الآخرين من التصدي لها!
ها هو بشار الأسد يستمتع بقتل السوريين طوال ست سنوات متواصلة وقد كانت الولايات المتحدة وأوروبا قادرتين على التصدي له ووقفه لكنها لم تفعل بل قتلتنا بالكلام المنمق والخطب الرنانة، فهل كانت أوروبا فعلاً عاجزة عن وقف جرائم الأسد؟!
نتمنى أن نفصل جانب التعصب الديني والعنصرية عن تحليلنا لما تقوم به أوروبا تجاهنا، ولكن الواقع يفرض علينا أن نصر على أن الإرث الأوروبي الذي قاد الحملات المتكررة على بلادنا والتي حملت لواء الصليب ثم الاستعمار الأوروبي المقيت على بلداننا، ذلك الإرث مازال يعمل بقوة ضد كل ما هو إسلامي، وما تلك الدعوات العنصرية التي تنتشر في معظم الدول الأوروبية وتسعى لطرد المسلمين من أوروبا، ما هي إلا دليل واضح لمن لا يزال يحلم بأن أوروبا العلمانية قد طلقت الدين.
تعليقات