الإدارة الحكومية بات يسيطر عليها وهم أن مشبك العالمية أفضل السبل لتبرير التقصير في التخطيط والأخطاء.. بوجهة نظر خالد الطراح
زاوية الكتابكتب يونيو 30, 2017, 11:59 م 565 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة-شبكات العالم مشبك «الكهرباء»!
خالد الطراح
في شهر يوليو 2016 كاد ينفجر زنبق ميزان الحرارة العالمي نتيجة صعود درجة الحرارة في الكويت إلى «أعلى مستوى على وجه الأرض»، حيث بلغت درجة الحرارة رقما قياسيا وصل إلى 54 درجة مئوية وفقا للمنظمة العالمية للأرصدة الجويةWORLD METROLOGICAL ORGONISATION.
54 درجة مئوية تعادل 129 فهرنهايت، وهي درجة من الممكن أن تتسبب في العديد من الأزمات منها الحرائق والوفيات ويتضرر كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة بمضاعفات طبية قد لا تحمد عقباها.
في الدول المتقدمة كبريطانيا، التي لم تعرف يوما التكييف المركزي، فمثل هذه الأمور ترتبط ارتباطا أساسيا بتراخيص من بلدية الحي وشركات الكهرباء علاوة على موافقة سكان المنطقة حتى لا يتضرر أحد من إزعاج صوت المكائن أو حتى الهواء الحار المنبثق من وحدات التكييف إلى جانب المحافظة على شكل واجهات المباني من دون أن تتعرض لتشويه نتيجة التمديدات الخارجية.
قبل سنوات ونتيجة التغيير المناخي، قامت بلديات أحياء لندن بالمبادرة في التخطيط الاستراتيجي لتلبية احتياجات السكان الراغبين في تركيب وحدات تكييف أو أصحاب المشاريع الراغبين أيضا في توفير تكييف مركزي للمشاريع الجديدة علاوة على التثبت من الجوانب الهندسية، خصوصا المتعلقة بالأحمال الكهربائية حتى إذا اقتضى الأمر إجبار ملاك المشاريع القديمة أو الجديدة على التوسع في الطاقة الاستيعابية للأحمال الكهربائية الجديدة واتخاذ كل الإجراءات الاحترازية من دون المساس باحتياجات السكان أو التفكير في تحميل ميزانية الدولة لمولدات كهربائية لمواجهة حالات الطوارئ، فهي ظاهرة تنتشر في البلدان التي تفتقر إلى بعد النظر في التخطيط وتقديم خيار تحميل الخزانة العامة للحلول المؤقتة على العمل الاستراتيجي!
في كويت اليوم، التي ستصبح جديدة في 2035، تكثف وزارة الكهرباء حملاتها الصحافية في نشر التباشير بخصوص استعداد الوزارة للطوارئ من خلال استعراض جهوزية عدد المولدات الكهربائية لحل مؤقت لانقطاع التيار الكهربائي، إلى جانب التركيز على ربط «تعرض شبكات الكهرباء العالمية للانقطاع» بما تتعرض له كهرباء الكويت على حد تعبير وكيل وزارة الكهرباء! (القبس 13/6/2017).
تصريح وكيل الوزارة لم يقدم الحل، حيث إن مشكلة الكهرباء أكبر بكثير من عرض الوكيل، فعلى سبيل المثال تغض النظر وزارة الكهرباء عن مخالفات مبان مستحدثة في مناطق قديمة بطاقات استيعابية كبيرة من دون الأخذ بعين الاعتبار للأحمال (الكيبلات) الكهربائية في المنطقة، إضافة إلى تنازل للوزارة عن حقوقها القانونية وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة إزاء مخالفات البناء لا سيما في ما يتعلق بالأحكام القانونية النهائية التي تصدر لمصلحة الوزارة ولدي المستندات الدالة على ذلك!
أما العلاقة الطردية بين ارتفاع درجة الحرارة وزيادة استهلاك أجهزة التكييف، فهي معلومة يعرفها حتى بائعو شركات التكييف والكهربائيون الذين لم يحصلوا على شهادة الهندسة!
لكن يبدو أن الوكيل أخذه الحماس حتى تخيل نفسه في صف دراسي يحاضر بالمستهلكين كطلاب عن «العلاقة الطردية»!
واضح أن مشبك العالمية أصبح ملجأ للمسؤولين لتبرير قصر النظر بدلا من تحول التقدم العالمي قدوة في التخطيط الاستراتيجي عندنا!
واضح أن الإدارة الحكومية بات يسيطر عليها وهم أن مشبك العالمية أفضل السبل لتبرير التقصير في التخطيط والأخطاء، وأخشى أن تكون سرقات المال العام أيضا جزءا من فساد عالمي وليس كويتيا!
تعليقات