العمل الحزبي المنزلي..!.. يكتب خالد الطراح
زاوية الكتابكتب يوليو 1, 2017, 11:54 م 500 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة- العمل الحزبي المنزلي..!
خالد الطراح
أسعدنا السيد محمد الجبري وزير الأوقاف والبلدية بحديثه الصحافي «بخلو الكويت ووزارة الأوقاف من التطرف»، وهو ليس تصريحا للاستهلاك الإعلامي بقدر ما هو إفادة رسمية «بعدم وجود فكر متطرف في الكويت أو العمل الحزبي في الوزارات، فالمتحزب مكانه البيت وليس وزارة الأوقاف» على حد تعبير معالي الوزير!
حديث النائب والوزير الجبري (الجريدة 2017/6/27) الذي تفضل مشكورا بقبول تبعية الهيئة العامة للزراعة والشؤون السمكية بعد رفض أكثر من وزير لها، له دلالات سياسية وأمنية أيضاً ينبغي على وزارة الداخلية والحكومة ككل الاستفادة من رؤية الوزير!
فقد حدد الوزير ضوابط للعمل الحزبي برفضه القاطع لأي «متحزب» العمل في وزارة الأوقاف و«مواجهة الفكر المتطرف في جميع الوزارات»، وهو حديث يبث الطمأنينة في النفوس وينفي كل ما نسب إلى الكويت من دول ومؤسسات دولية عن وجود «خلايا إرهابية» في الكويت!
من ضوابط الوزير الجبري أن يمارس المتحزب فكره «في البيت وليس في وزارات الدولة»، بصرف النظر عن طبيعته، سواء كان متشدداً أو معتدلاً فلا فرق بينهما طالما المتحزب يمارس «نشاطه» خارج نطاق الحكومة»!
ينبغي على وزارتي الداخلية والخارجية الاستفادة من تحليل الوزير في الرد على اي ادعاءات خارجية بشأن وجود مواطنين يحملون فكر داعشيا او «قاعديا» متطرفا بشكل عام، فتصريح الوزير يفند كل ما نسب إلى مواطنين كويتيين بحملهم لفكر متطرف انتحاري وأن ثمة معلومات بنيت على خطأ بما في ذلك ربما تحريات وزارة الداخلية الكويتية أو إجراءاتها الإدارية بحق أي مواطن متهم بالإرهاب!
تصريح الوزير ينفي أيضاً الخطأ الذي ربما وقعت فيه الحكومة بشأن اعتماد «لائحة الإرهابيين» الأخيرة التي صدرت سواء عن مؤسسات دولية أو دول شقيقة خليجية، فالكويت خالية من التطرف الفكري ولا يوجد بيننا إرهابيون ولم ينفذ أحد عملا إرهابيا داخل الكويت أو خارجها، مما يعني أن خلية العبدلي وتفجير مسجد الصادق لا علاقة لهما بالإرهاب ولا حاجة أصلا إلى برنامج المناصحة لوزارة الأوقاف!
طبعا لا بد أن يكون لدى الوزير مبرر مقنع للإدلاء بهذا التصريح في هذا التوقيت بالذات، خصوصاً في ظل انشغال الساحة الخليجية بخلاف عميق حول ملفات من بينها الإرهاب وعلاقة بعض الأفراد بشبكات إرهابية تستهدف الأمن الخليجي، فقد اثر الوزير – نظرا لحساسية الموضوع – بالاكتفاء بالتصريح الصحافي وعرض ربما مرئياته على الحكومة لاحقا!
يتبين أن ثمة معلومات مغلوطة حول وجود أي عمل حزبي في الكويت، وأن وزارة الأوقاف تحديدا لم «يطلها التحزب إطلاقا»، والموجود هو ربما فقط عدد من يحملون الفكر المتشدد والمتحزب في «البيت» وليس في أروقة الحكومة وهو عمل مشروع وفقا لرأي الوزير!
أما من اعتقلوا في غوانتانامو، فنترك للسيد الوزير دراسة القضية لحفظ حقوق الكويت والمعتقلين ورد الاعتبار للمتضررين!
شكرا لمعالي الوزير على صراحته ونتمنى أن تستفيد الحكومة من مرئياته بخصوص تعريفه للعمل الحزبي المنزلي وربما ضرورة تشريعه!
***
نقترح على الوزير الجبري الرجوع إلى الملفات التي فتحتها القبس بخصوص شبهات تنفيع في هيئة الزراعة لعلها تساعده على فهم واقع حال «الحيازات الزراعية» فالقرارات التي أشار إليها الوزير في حديثه الصحافي لم تعالج جذور «شبهة الحيازات!».
تعليقات