من الضروري غرس قيم المواطنة في نفوس الشباب.. يطالب ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 463 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية-الولاء الوطني

ناصر المطيري

 

الولاء للوطن هو مزيج من الوطنية والمواطنة معاً، وهو جوهر الانتماء الذي يكسب المرء الشخصية والهوية الوطنيتين، فلا هوية وطنية بالمدلول الحضاري والمفهوم الثقافي والتاريخي، لمن لا ولاء له لوطنه الذي ينتمي إليه. وحتى إذا ثبتت الهوية القانونية، فإنها لا تكون ذات مدلول وقيمة حقيقية، إذا فقد الشخص هويته الثقافية والتاريخية.

ولاشك أن المواطَنة قيمة نسبية، لدى المواطنين، فهم لايتساوون بنفس القدر من روح المواطنة ولكن هذا لاينفي أنهم جميعا مواطنون يتمتعون بدرجة انتماء واحدة واطار قانوني لهوية واحدة.

ومن الضروري غرس قيم المواطنة في نفوس الشباب، وكيف يعبر الشباب عن ولائهم للوطن بشكل عملي يظهر الوجه الحضاري للوطن ويرتقي ويسهم في دفع مسيرة التطوير والتحديث لبلدهم. والمؤكد أن المشاعر متجذرة في نفوس النشء، والاعتزاز والشعور بالوفاء والولاء للوطن وضرورة التكاتف والالتفاف حول قيادتنا الحكيمة هي مشاعر يشترك فيها أبناء الوطن الواحد وإن اختلفت ميولهم السياسية أو آرائهم واتجاهاتهم الفكرية.

غير أن مفهوم المواطنة والولاء يجب أن يرتفع فوق كل الميول والتوجهات والانتماءات والمرجعيات الأخرى سواء دينية مذهبية أو فكرية أو اجتماعية، حيث ان آفة الانتماء الوطني هي طغيان الانتماء المذهبي أو القبلي أو الفكري على الولاء الوطني. وإن كانت معدلات الانتماء والولاء عالية لكن المواطنة لدى البعض، وهم قلة، منخفضة، وإن الانتماء للقبيلة أو المرجعية المذهبية هو انتماء للجزء على حساب الكل، ولا يمكن للدولة أن تقوم بدور تنموي في ظل وجود فئويات تقدم مصالحها الخاصة على المصالح العامة.

أما سبل تعزيز الانتماء ومشاعر المواطنة فإنها تنطلق من خلال غرس بعض المفاهيم التربوية في نفوس الأفراد، فالمنهج مثلا في المدرسة يقوم بغرس بعض المفاهيم القيمية التي تعزز الانتماء للوطن، وكذلك القانون وسيادته وتطبيقه على الجميع وبمساواة يحقق هذا التعزيز الذي يشعر الفرد من خلاله بأنه متساو مع الآخرين ولا توجد تفرقة قائمة على أي أساس بينه وبينهم، فتتعزز عنده مفاهيم الانتماء والولاء وكذلك المواطنة.

ولا توجد جهة وحيدة مسؤولة عن تعزيز وغرس القيم الاجتماعية ومنها موضوع الانتماء والولاء فالجميع يشترك في المسؤولية، وهناك دور مهم ورئيس للأسرة ولكنه ليس الأوحد، فالمدرسة لها دور مهم، والمؤسسة الأمنية لها دور بارز، والمؤسسة الدينية لها دور، والمؤسسة الإعلامية كذلك، بالإضافة إلى المؤسسة التشريعية ومؤسسات المجتمع المدني، فالجميع مسؤول عن تعزيز قيم الولاء والانتماء.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك