النهضة بالنظام التعليمي وانتشاله من انتكاسته الحالية لا تعالجه حلول فردية أو جزئية.. كما يرى ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 433 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية- نقاط على حروف التعليم

ناصر المطيري

 

لعله من المناسب مع بداية العام الدراسي في جميع مراحله أن نتلمس مواطن الخلل والقصور في العملية التعليمية ونبحث سبل الارتقاء بالتعليم باعتباره حجر الأساس في أي تنمية أو تطوير في البلاد، الهم السائد والمشترك للجميع اليوم هو تراجع مستوى التعليم وسوء مخرجاته في السنوات الأخيرة حتى  أصبح ظاهرة ملموسة لكل ذي نظر.

المسؤولية في تزايد ظاهرة ضعف المستوى الدراسي تتوزع بين عوامل عدة منها المناهج الدراسية التي مرت بتغيرات وتعديلات عديدة بلا رؤية أو فلسفة واضحة، وكذلك مستوى الهيئة التدريسية التي لم تعد بالمستوى المعهود الذي عرفته أجيال مضت بسبب سوء الاختيار وسياسات التعيين الخطأ، وهناك من يلقي بالمسؤولية على النظام التعليمي الذي لم يعد يواكب ركب التطور وظل عند حدود التعليم التلقيني والدراسة الصماء واستخدام الحد الأدنى من تقنيات العصر.

ولو حاولنا اقتراح بعض الحلول لمعالجة خلل العملية التعليمية نعتقد بأن ذلك الأساس الذي يمكن أن تُبنى عليه الحلول يجب أن يبدأ بتغيير منهجية  الوزارة في المسألة التربوية برمتها، حيث من الواجب وضع فلسفة جديدة ورؤية عملية تحقق بناء الإنسان الفكري وتلبي متطلبات العصر وتشجع على التفكير الخلاق وتجعل من التعليم قاعدة لبناء الفرد أولاً ومن ثم الدولة .

وهذا الهدف لا يتحقق إلا بأن تقوم فلسفة التعليم على اعتبار الطالب اغلى ثروة للبلاد ، لذلك على الدولة ان تفكر جدياً باحتواء المميزين والانفاق عليهم بمدارس داخلية متطورة في كل محافظة كما عليها ايضاً تقويم سلوك السيئين بذات النظام .

كما يجب اعتبار وظيفة المعلم أهم وظيفة بالدولة وذلك من خلال توفير برامج تطوير وتأهيل للمعلمين وقبل ذلك التركيز على حسن اختيار المعلمين ، ونبذ الأسلوب الحالي الذي يركز على اختيار معلمين عرب من جنسية واحدة ثبت تراجع بعضهم في المستوى والأداء.

من المهم أيضاً خلق تفاعل حقيقي بين المدرسة والبيت والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في ربط المعلمين بأولياء الأمور بشكل فعلي .

وعلى العموم فإن النهضة بالنظام التعليمي وانتشاله من انتكاسته الحالية لا تعالجه حلول فردية أو جزئية هنا وهناك وإنما هي خطة استراتيجية شاملة وفاعلة تضع نقاط الإصلاح الجادة على حروف العملية التعليمية.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك