لقد مللنا من بعض السلوكيات الفردية لعدد من أعضاء مجلس الأمة.. هكذا يرى صلاح العتيقي

زاوية الكتاب

كتب 739 مشاهدات 0

د. صلاح العتيقي

القبس

النائب الذي نريد

د.صلاح العتيقي

 

لقد مللنا من بعض السلوكيات الفردية لعدد من أعضاء مجلس الأمة، نواب لم ينطقوا بحرف طيلة وجودهم، ونواب ينامون أثناء الجلسة، وإذا رفعت الأيدي تصويتاً على قرار ما، رفع معهم وهو لا يدري إن كان هذا موافقة أو اعتراضاً متناقضاً مع ما يكون قد قرره باللجان، ونواب يوقعون الحضور ثم ينصرفون، وكثير منهم ليس بينهم وبين الحكومة ود، بينما الواجب أن يكون أحدهما مكملاً للآخر، ونواب يتقاذفون بالكلمات والسب، ونواب يهددون الوزراء بالاستجوابات بالحق والباطل، ومعظمهم يعترضون على أي تكاليف تفرضها الحكومة على الناس، مثل بقية دول العالم، ونواب ليس لهم مشروع غير أن أعطوا العسكريين والمتقاعدين والبدون وكبار السن والمعوقين والأرامل والمطلقات إلى ما لا نهاية، غير عابئين بالكلفة المالية، كي يجيروا هذه الأفعال كإنجازات يستثمرونها في الانتخابات، ونواب يتمترسون خلف الحصانة عندما يسيئون استخدام السلطة المعطاة لهم، ناهيك عمن كوّن ثروات من وجوده بالمجلس، وآخر تقليعة نشرتها القبس في 30 أغسطس هي مناشدة أحد النواب عبر حسابه في تويتر المغردين أن يزوده بأي شيء يؤدي إلى استجواب وزيرة الشؤون في سابقة غريبة على الوضع البرلماني توحي بالترصد المسبق، كما توحي بأن ليس لديه شيء يحاسب به الوزيرة.

لقد قلت إننا مللنا من هكذا نواب، وأصبحنا نبتهل الى الله أن يرينا نواباً يتميزون بالعفة والرقي والصلاح، وبأن النيابة هي التصدي لخدمة الوطن وليس طريقاً للثراء، لقد كان من الواجب أن تنصب النقاشات في المجلس على السياسات العامة في الدولة، فالكويت بها الكثير من المشاكل الأساسية التي تحتاج إلى مراجعة كالسياسة التعليمية والسياسة الإسكانية والسياسة السكانية والصحية والاقتصادية ومستقبل الأجيال وغيرها.

إننا نريد نقاشاً على هذا المستوى، فمن المفروض أن التجربة البرلمانية الآن قد بلغت سن الرشد، ولكن مع الأسف ما زالت النقاشات الشخصية والجانبية تطغى على المشهد، لقد نسي بعض ممثلي الشعب أن هناك تغييراً كبيراً في تفكير الشباب لا تمثله الممارسات اليومية التي نراها، فهل عمل هؤلاء على مواكبة العصر؟ أرجو ذلك

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك