دول كثيرة تدعي حربها على الإرهاب وهي في الحقيقة من تصنعه وتصدره.. برأي محمد السداني

زاوية الكتاب

كتب 639 مشاهدات 0

محمد السداني

الراي

سدانيات- «أنا مُش إخوان»

محمد السداني

 

«قبل أن تقرأ المقال عزيزي القارئ، أودُّ أن أخبرك أني لست منتمياً لجماعة الإخوان، لكي تبحث عن تهمة أخرى تتهمني بها»... وإن لم تجد، فأنا لست مسؤولاً عن ذلك لأنني بكل بساطة «مُش إخوان».

الجميل في الأزمات، أنها تكشف الفروقات الفردية للشعوب والتي من خلالها نستشف مدى مساحات الثقافة والحرية والتعاطي مع الواقع بما يخدم مصلحة الفرد والمجتمع. فقد اثبتت بعض الأزمات - والحمدلله - أننا نعيش في دولة جعلت منا شعباً محترماً يبادل الدولة التقدير وتبادله، ويبادلها العطاء وتبادله. لا أحد يملك فضلاً عليها، وإنما الفضل كل الفضل لمن أرسى دعائم هذه البلد بنظام يكفل الحرية والديموقراطية للجميع، لا فرق بين حاكم ومحكوم.

وهذه المعاني التي ذكرتها لن تجد لها مثيلاً في الكثير من الدول التي تتشدق بها ليل نهار، فيكفي أن تنتقد ملابس مسؤول رفيع المستوى أو أحداً من حاشية الرئيس، كي تختفي من الوجود بسبب وبلا سبب. ومن الممكن أن تختفي أيضاً من الوجود إذا أظهرت تعاطفاً مع شخص أو قضية أو دولة، فلا رأي إلا رأي النظام ولا صوت أعلى من صوت النظام، فهذه الأنظمة التي تمارس تلك الممارسات تحارب دولاً وأنظمة، بحجة أنها تدعم الإرهاب!

أي إرهاب أعظم من أن يكون الشخص غير آمن في وطنه، بسبب رأي سياسي أو اجتماعي؟ وأي إرهابٍ أعظم من أن تقمع الشعوب وأن تسلب إرادتها بحجة أنها لا تعرف كيف تحدد مصيرها؟ وأي إرهاب أعظم من أن أقصي كل من يخالفني إلى غياهب السجن والمعتقلات؟

إنَّ دولا كثيرة تدعي حربها على الإرهاب، وهي في الحقيقة من تصنعه وتصدره، وتكفي نظرة بسيطة على خريطة العالم وستعرف جيدا من يدعم الأنظمة الإرهابية ومن يزعزع كل أمل في نهضة المنطقة نهضة سليمة حقيقية تؤسس من خلالها لبنة الحياة الكريم للشعوب التي عانت وما زالت تعاني الفقر والدمار.

لست خبيراً سياسياً ولا محللاً سياسياً لكي أعطي أحكاماً على دول أو على تنظيمات... لكن إذا أردت أن تعرف منبع الإرهاب فابحث عن قمع ثورات الشعوب وسلب ثرواتها وجعله تحت وطأة الجوع والعطش والمرض. ابحث عن من يريد أن تكون المنطقة تحت حكم الفرد والعسكر والتبعية الأميركية. ابحث عن من يعادي أي بصيص أمل لنظام إسلامي، متهما إياه بأنه طامح للحكم، وكأن الليبرالية والعلمانية والشيوعية والماركسية تسعى للسيطرة على «جمعيتنا التعاونية».

إنَّ هؤلاء الارهابيين لا يرتدون أحزمة ناسفة ولا يرفعون أعلاما سوداء، ولكنَّهم يرتدون أغلى الملابس وتراهم يتسكعون في الخارج، ويفرش لهم السجاد الأحمر وهم قادمون بطائراتهم الخاصة التي أخذوها من قوت شعوبهم التي تعاني الفقر والجوع والجهل.

خارج النص:

- نتمنى من وزارة التربية أن تقوم بتدريس مادة أخلاق الإعلام الحديث؛ لأنَّنا في ظل الأزمات، وجدنا كمية من الانحدار الأخلاقي والقيمي بين أبناء المنطقة، والتي لن يمحوها الزمن ولو بعد حين.

- خطوة جيدة أن تفتح مقاصف المدارس للمشروعات الصغيرة، ولكن نتمنى أيضاً أن تراجع قائمة الطعام لكي تخلو من السكريات والمعجنات التي جعلتنا أكثر الشعوب سمنة في العالم.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك