معاناة شعب أراكان ستستمر مع استمرار تخاذل المجتمع الدولي.. برأي سلطان الخلف

زاوية الكتاب

كتب 611 مشاهدات 0

سلطان الخلف

الانباء

فكرة- أراكان بعد سورية قضية إنسانية مهمشة

سلطان الخلف

 

يشك المرء في أن الأمم المتحدة مؤسسة دولية تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان ونشر السلام في العالم وهو يشاهد جملة المآسي التي تتعرض لها الشعوب على أيدي الحكومات الديكتاتورية القمعية، بينما تقف موقف المتفرج العاجز عن اتخاذ أي قرار يوقف الاضطهاد والدمار الذي تتعرض له تلك الشعوب ومنها شعب أراكان المسلم في ولاية راخين البورمية الذي يتعرض للتطهير العرقي من قبل حكومة ميانمار ذات الأغلبية البوذية.

منذ كان كوفي عنان أمينا عاما للأمم المتحدة، كان يطالب حكومة ميانمار (بورما) بمنح الأقلية الروهينغية ذات الأربع ملايين نسمة كل حقوقها من مواطنة إلى التمتع بجميع الخدمات المستحقة، لكنها كانت ماضية في سياستها الممنهجة في حرمان الأقلية الروهينغية من كل حقوق المواطنة حتى أنها تحدت مطالباته عندما اتبعت سياسة التطهير العرقي الذي أصبح أمرا واقعا وحديث الساعة الذي تتحدث عنه وكالات الأنباء العالمية وتعرض أسوأ مشاهد المآسي التي يتعرض لها ذلك الشعب من قتل واغتصاب وتهجير وحرق القرى والمساجد والمنازل مما يعد جرائم حرب ضد الإنسانية قبل أن تكون ضد مسلمي الروهينغيا الذين عاشوا كمملكة مستقلة قرونا طويلة قبل أن تبتلعهم الدولة البورمية البوذية في العام 1937 وتجعل مملكتهم ولاية من ولاياتها.

فهؤلاء الروهينغيون ليسوا دخلاء استوطنوا الأرض البورمية حتى يتم طردهم منها بل هم سكان أرض مملكة (راخين) التي دخلها الإسلام في العصر العباسي وأصبح الإسلام هو الدين الرسمي فيها قبل قيام دولة بورما (ميانمار) الحديثة.

وقد زادت معاناة شعب راخين في الوقت الذي تشتد فيه الحملة الإعلامية ضد إرهاب ما يسمى بـ «داعش» حيث تلقفت الحكومة البورمية التي تخضع للإرادة العسكرية ذات الملف الأسود في حقوق الإنسان هذه الدعاية لتعلن أنها تحارب الإرهاب الإسلامي كمبرر لسياساتها القمعية ضد مسلمي الروهينغيا وعلى لسان رئيسة وزرائها سان سوشي الحائزة جائزة نوبل للسلام والتي تحظى بتعاطف ودلال كبيرين من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة!

معاناة شعب أراكان ستستمر مع استمرار تخاذل المجتمع الدولي وعدم جديته في وقف جرائم الجيش البورمي وفي ظل غياب أي دور فاعل ممكن أن تقوم به منظمة التعاون الإسلامي التي تمزقها الخلافات العميقة، مع يقين الحكومة البورمية بأن المجتمع الدولي لن يقوم بأي إجراء عقابي ضدها بعد فشله في معاقبة النظام السوري الذي هجر ملايين السوريين وقتل مئات الآلاف منهم واستخدم ضدهم السلاح الكيماوي المحظور دوليا، وبمعنى آخر لن يكون شعب راخين أوفر حظا من الشعب السوري.

****

يزداد العربي حيرة في أمر جامعته العربية.

ففي كل اجتماع تثار الخلافات والشقاقات وتنتهي اجتماعاتها المعلنة والمغلقة إلى مزيد من الفرقة وتناقض المواقف.

فإذا كان هذا حالها فمن الأجدر أن تتوقف اجتماعاتها رحمة بالشعوب العربية التي فقدت الثقة فيها.

الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك