إبراهيم العوضي يكتب.. «سندويش» البيض والإعلام!

زاوية الكتاب

كتب 431 مشاهدات 0

ابراهيم العوضي

الراي

اجتهادات-«سندويش» البيض والإعلام!

إبراهيم العوضي

 

سطع نجمه كخبير استراتيجي ومحلل سياسي في الشأن الأميركي، والسياسة الدولية والبرنامج النووي الكوري الشمالي، مروراً بـ «الربيع العربي» في مصر، وبات محط اهتمام منتجي البرامج السياسية المختلفة.

تستضيفه وسائل الإعلام المصرية بشتى توجهاتها، في تحليل الأحداث العالمية والحديث عن القضايا الدولية المعقدة، وفي سرد الوقائع والمواقف المهمة التي تبنى عليها الاستنتاجات، وأيضاً في التنبؤ بطبيعة العلاقات الأميركية - المصرية المستقبلية.

كل ذلك تم بعد أن أرسل مقالاً نشرته إحدى الصحف المحلية، توقع فيه فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية على منافسته هيلاري كلينتون، حيث كانت تشير التوقعات حينها إلى أن المرشحة الديموقراطية تتفوق على المرشح الجمهوري وبفارق شاسع!

بعد المقال بأسبوع، تلقى اتصالاً من قناة النيل الناطقة باللغة الإنكليزية، للحديث عن الانتخابات الأميركية، وكانت تلك المقابلة، الباب الذي فتح له الطريق لإجراء المزيد من المقابلات التلفزيونية المباشرة مع العديد من القنوات التلفزيونية المصرية المرموقة!

بات بعد ذلك واحداً من أهم من يطلق عليهم «الخبراء الاستراتيجيون» الذين تتهافت عليهم وسائل الإعلام، لاستضافتهم في برامجهم المختلفة! إلى هنا والكلام جميل، حتى كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» واسعة الانتشار، المستور، فباتت قصته «فضيحة بجلاجل»، كما يقول إخواننا المصريون!

هو باختصار حاتم الجمسي، مهاجر مصري يبلغ من العمر 48 عاما، كان يعمل مدرساً للغة الإنكليزية بعد تخرجه، قبل أن يرحل إلى نيويورك. حاتم الخبير الاستراتيجي، لم يكن في الواقع سوى عامل في سوبرماركت في مانهاتن، تمكن بعدها من تملك مطعم صغير نشرت صورته «نيويورك تايمز» لبيع سندويشات البيض والبرغر في حي كوينز في نيويورك!

اهتمت الصحيفة، بموضوع حاتم، بعد تكرر ظهوره في وسائل الإعلام المصرية كخبير استراتيجي في الشؤون المصرية - الأميركية، وكانت الأسئلة المتكررة لدى الكثير من الإعلاميين الأميركيين حول طبيعة عمله، ومراوغته المستمره في الرد على تلك الأسئلة، هو ما دفع «نيويورك تايمز» للتقصي والبحث عن حقيقة هذا المحلل السياسي المرموق، كما تدعي وسائل الإعلام المصرية!

المضحك في الموضوع، وحسب ما نقل موقع تلفزيوني عن التحقيق الصحافي الذي أجرته «نيويورك تايمز»، أن حاتم كان يستخدم حمام المطعم الخلفي كأستديو موقت للبث بعد أن زينه بخرائط الولايات المتحدة الأميركية، ليظهر وكأنه في مكان يتوافق مع طبيعة عمله في التحليل السياسي!

هكذا كان حاتم بائع السندويشات المتخصص في تقشير البيض وقطع فطائر الخبز وغسل الخضار، وهكذا أصبح كخبير استراتيجي ومحلل سياسي في القنوات المصرية، لتعنون «نيويورك تايمز» خبرها ببساطة «اترك سندويش البيض... التلفزيون المصري يتصل»! وليشكل بعد ذلك سقطة ذريعة للإعلام المصري كما تناقلته وسائل الإعلام الأميركية!

قصة حاتم هي واقع تعيشه وسائل الإعلام العربية المختلفة، نموذج بسيط وإسقاط واقعي وحقيقي لما نعيشه اليوم لما يعرف باسم مصداقية الإعلام العربي!

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك