مطارنا التعيس.. يكتب زياد البغدادي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 30, 2017, 11:48 م 657 مشاهدات 0
النهار
زوايا- مطارنا التعيس
زياد البغدادي
في الامس كنت عائدا من رحلة عمل متعبة وقصيرة ولم يكن في ظني انه أصعب وأتعب ما قد أواجهه في هذه الرحلة هو في مطار الكويت، وبكل امانة التعب لم يكن جسديا فقط ولكنه نفسيا ايضا، اذ انه مع مرور كل دقيقة تظهر عندي تساؤلات عدة وعشرات علامات الاستفهام.
سافرت في السنوات القليلة الماضية وزرت دولا ومناطق فقيرة ومتواضعة ماديا، وايضاً قد مررت على مطارات دولية وكذلك محلية ولكن كان مطار الكويت هو الأسوأ بينهم حتى مع مقارنته بمطار «جانتدقار» المحلي في الهند، ويحتل مطار الاسكندرية المركز الثاني من حيث السوء الا انني اجده متفوقا على مطارنا بالمقارنة مع الامكانيات التي نمتلكها.
في رحلتي مررت على مطارين وكان الاول هو مطار دبي وحاشا لله ان اقارنه مع مطار الكويت الدولي ولكن المطار الثاني هو من وضعته كوجه للمقارنة والتقييم وكان مطار بانكوك الدولي، وللامانة كانت مقارنته امرا مستحيلا للفارق الشاسع بل المستحيل من عدد البوابات والحجم والتنظيم والمهارة والمهنية في التعامل لانجاز المهمة.
يقول البعض اننا كشعب نعشق التذمر وأننا اذا ما سافرنا نستعد ان نقف في طابور الانتظار لساعات والابتسامة تتصدر وجوهنا وهذا صحيح، ويجد البعض ان الفارق بيننا وبين تلك الدول هو اننا لسنا دولة سياحية وهي على العكس تماما وتجد في السياحة مصدرا رئيسا للدخل، وبعيدا عن وسائل الدفاع والتبرير للوضع الراهن يبقى السؤال الاجدر لماذا هذا المشهد يتكرر في مطارنا الدولي والوحيد؟ وهل يمكن ان ندخل بعض التعديلات والاجراءات التي قد تسهل وتحسن اداء هذا المطار المتهالك؟
في الامس قمت بتسجيل بعض الملاحظات وقد بدأت في دورات المياه، فهي قذرة وغير مجهزة والسبب الوحيد عدم وجود عمالة تباشر عملية التنظيف والتجهيز بشكل مباشر، وهذا ما وجدته فعلا في دورات المياه في تايلند وكذلك دبي، اما الملاحظة الثانية فكانت على الموظف بعد ختم الجوازات للدخول، بأي منطق او عقل مسؤول ان ينصب المسافرون من عدد يفوق العشر «كانترات» ليتجمعوا بشكل مخروطي عند موظف واحد فقط ليتأكد من وجود الختم او صلاحية الاقامة!؟ ايعجبكم منظورنا ونحن متراصون ومتكدسون نحن ونساؤنا واطفالنا بهكذا وضع؟!
اما الملاحظة الثالثة والتي سأتوقف عندها ليس بسبب انتهاء الملاحظات وانما رحمة لنفسي التي اشقاها هذا المستوى من سوء الادارة والتنظيم، فانتظار حقائب السفر في مطار يمثل كارثة.. فالعشوائية هي شعار الادارة في هذه الجزئية، ولو تجاوزنا مسألة وجود امتعة اكثر من رحلة على نفس «السير» وبررناها بعدد الرحلات الكثيرة «وكاننا نتحدث عن مطار هيثرو»، فهل يعقل ان القائمين لا يعلمون عن عدد المسافرين في كل رحلة ومقدار امتعتهم لتجنب الازدحام الشديد وبالتالي توضع الرحلات المزدحمة مع القليلة ؟ فبعد انتظار لأكثر من ربع ساعة يتغير مكان الشنط دون اخطار او اعلان واضح غير الموجود بشأنه يتيم يُبين اختفاء اسم شركة ورقم الرحلة وظهورها في مكان آخر!
والمزعج اكثر اننا وبعد ذهابنا «للسير» الجديد عاد مسلسل الانتظار مرة اخرى، لماذا التأخير ومن المفترض ان الاستعدادات للطائرة قائمة وجاهزة فهي لم تأت بزيارة خاطفة ووجودها ليس وليد الصدفة! لماذا يتأخر انزال الحقائب بين دفعة واخرى لأكثر من 10 دقائق؟ فهذا يعني وبشكل حتمي ان هناك نقصا شديدا في العمال وكذلك معدات النقل من الطائرة الى موقع التحميل!
نعم اننا امام مطار سيء وقديم ويجب اقتلاعه بأسرع وقت ممكن ولكن لا يبرر الوضع الراهن والقائم، فان تكون اداريا ناجحا وان تقدم خدمات ممتازة فهذا امر متاح اذا ما توافرت شروطها.. وشروطها ليست مرتبطة بالمال والامكانيات العالية وانما بوجود فريق العمل الذي يدار بعقلية تستطيع تذليل العقبات وتجاوز الأزمات بأسرع وقت وأفضل نتائج.
هي الادارة يا سادة؟ فمن يأتي بالبراشوت لن يفلح الا بلبس «البشوت»
تعليقات