بعضهم جاد... وبعضهم منتفع!.. يتحدث ضاري الشريدة عن نواب الأمة

زاوية الكتاب

كتب 704 مشاهدات 0

ضاري الشريدة

الراي

حديث القلم- بعضهم جاد... وبعضهم منتفع!

ضاري الشريدة

 

بعد أقل من سنة من عمر هذا المجلس، الذي كنت أتوسم فيه الخير، اتضح لي بأن النواب الحقيقيين الذين أحسنوا تمثيل الشعب، والنواب الذين أجادوا أداء أدوارهم الرقابية والتشريعية الصحيحة، لا يمثلون أكثر من 25 في المئة، وهم الذين نجدهم في الغالب بحالة ظهور شبه دائم إعلامياً، ويتحدث عنهم أداؤهم البرلماني، وهم ليسوا بحاجة لرواتب استثنائية لبذل المزيد من الجهد!

بعض النواب أخذ من تمثيل الشعب تمثيلاً على الشعب، وراح يتعامل مع عضويته البرلمانية على أنها عضوية ومنصب شرفي، لأنه يطمح بالحصول على شرف لم تمنحه إياه وظيفته السابقة أو وضعه الاجتماعي قبل التحاقه بمجلس الأمة، واستغل وجوده في المنطقة الرمادية لتمرير واسطاته عبر ديوانه الذي يعج بالناخبين، الذين أوصلوه للبرلمان ولن يكترثوا بمستوى أدائه البرلماني بقدر تمرير الواسطات والتعيينات والنقل والندب ومعاملات العلاج بالخارج للمحتاج وغير المحتاج على حد سواء.

بعض النواب أقاموا الاحتفالات والرقص في مقارهم الانتخابية عشية إعلانهم كفائزين... لكن اليوم، لم نعد نسمع لهم أي صوت أو تفاعل إيجابي حيال مختلف القضايا الحساسة.

البعض (التقليدي) هو النوع الدارج والأكثر شهرة، إنه النوع الذي يتخذ من عضوية البرلمان جسراً للوصول إلى الثراء والانتفاع، وهو النوع الذي يملأ دائرته ضجيجاً صاخباً بوعود انتخابية كاذبة تتلاشى سريعاً من اليوم الأول ومن الجلسة الافتتاحية التي توضح ملامح المجلس. وهذا النوع التقليدي من النواب يصمد بعضهم ويبقى لدورات عديدة، وبعضهم الآخر يكتفي بدورة واحدة وينتهي اسمه لاحقا على لافتة شارع يحمل اسمه!

أما نظيف العقل والقلب واليد، ومن يعمل باجتهاد من أجل خدمة بلاده وناخبيه، فهو حاضر ولكنه نادر الوجود، فتيار «أفيد وأستفيد» الذي طغى وأغرق ثقافتنا الديموقراطية، لا يزال حاضرا بقوة. وبالتالي نحن بحاجة إلى المزيد من الوقت والتجربة حتى تتراجع هذه الثقافة السيئة، ليتحول هذا التيار إلى ممثل فعلي للشعب وأداة شعبية تشريعية ورقابية، ويعكس بذلك جوهر الديموقراطية الحقيقية.

وخزة القلم:

تسويات سياسية دولية ستتم في المستقبل القريب، حسب رأيي، بين أطراف عربية باعت القضية السورية ودول أخرى، لتطوى صفحة النزاع الأكثر دموية في التاريخ الحديث والمعاصر. تلك التسويات لن يكون ضحيتها سوى الشعب السوري الذي قدم مئات الآلاف من الشهداء وملايين اللاجئين، أملاً منه بالتخلص من طاغيته الذي استعان بحلفائه ضد أبناء شعبه... لكن سنكون بانتظار تسوية السماء، فهي بلا شك أكثر قوة وأكثر حزماً وإنصافاً.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك