محمد الوشيحي يكتب.. داعشيات بلا دعشنة... الله أكبر

زاوية الكتاب

كتب 414 مشاهدات 0

محمد الوشيحي

الجريدة

آمال : داعشيات بلا دعشنة... الله أكبر

محمد الوشيحي

 

أظن أن أكثر المتضررين من 'داعش'، ليس العراق ولا سورية ولا تركيا ولا العواصم الأوروبية ولا ولا ولا... أظن أن أكثر المتضررين هو 'عجايز الخليج'، النساء الكبيرات بالسن.

ففي الصيف الماضي، سافر كثير من الخليجيين إلى البوسنة، ومن بينهم تلك العائلة الكويتية. وذات يوم، وأثناء جلوس تلك العائلة في بهو أحد فنادق العاصمة، نهضت شقيقتان كبيرتان في السن، ترتدي كل منهما البرقع والعباءة التي تغطي الرأس، وسألتا الموظفة عن موقع دورة المياه، فأشارت الموظفة إلى أحد الاتجاهات، فسارتا في اتجاه الإشارة، ووجدتا ستارة، أزاحتاها ودخلتا، فإذا هما في وسط 'حانة الفندق'، يا معلّم، وإذا الراقصات يتمايلن بالقرب من الطاولات، والسكارى يترنحون حولهن بصخب ونشوة، والدنيا كلها 'زمبليطة'، والليلة ليلة.

فصرخت إحداهما بأعلى حبل من حبالها الصوتية، مصدومة: 'لاااا إله إلا الله'، وصاحت الأخرى: 'الله أكبر عليكم، الله أكبر عليكم'، فالتفت الساهرون إلى مصدر الصراخ، فرأوا سيدتين ترتديان 'قناعين'، وترددان الكلمات التي يرددها الانتحاريون، عادة، قبل تفجير أنفسهم، وتولولان بكلمات غير مفهومة!

وفي لحظة، أو جزء من لحظة، بدأ 'الهروب الكبير' من الحانة، وتسابق الساهرون إلى الباب، طلباً للحياة، بكل ما في حلاوة الروح من عزم، وخرجوا إلى البهو، ومنه إلى باب الفندق، فشاهدهم الناس الجالسون في البهو يهربون فهربوا معهم، وهرب موظفو الفندق، وضرب جرس الإنذار، فهرع الناس من غرفهم إلى خارج الفندق، وعمت الفوضى العارمة، وعلا الصراخ، ووو...

بعد دقائق، افتقد ابن أحد السيدتين أمه وخالته، فدخل راكضاً يبحث عنهما، وفتش في الأرجاء فوجدهما جالستين على ركبهما، في الحانة، تولولان وتلوم إحداهما الأخرى: 'قلتم إنها ديرة إسلام!'، والأخرى تحسبل وتحوقل: 'حسبي الله عليهم... حسبي الله عليهم'.

وهكذا، يعبث الداعشيون، فتدفع نساؤنا ثمن الفاتورة. ولو استطاع خبراء العالم إقناع الدواعش بالتخلي عن الإرهاب فلن يستطيعوا إقناع بعض نسائنا، الكبيرات في السن، التخلي عن هذا اللباس الذي يرعب العالم أكثر من صواريخ الشاب الكوري الشمالي.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك