لن أشعر بالنهج الإصلاحي للحكومة إلا إذا توقف بعض المسؤولين عن التعيينات البراشوتية.. بوجهة نظر ضاري الشريدة

زاوية الكتاب

كتب 382 مشاهدات 0

ضاري الشريدة

الراي

حديث القلم- الشهرة على أعتاب السجون

ضاري الشريدة

 

لقد تسببت التكنولوجيا بإحداث ضرر بالغ في المجتمعات البشرية رغم محاسنها الكثيرة. إلا أن هوس المشاركة في مختلف تطبيقات الهواتف الذكية، جعل من معظم الناس يمارسون أدوار الصحافيين بشكل شبه يومي، من خلال توثيق كل شيء وتصوير كل شيء، حتى انتهكت بعض الخصوصيات الشخصية والعائلية. فهم يصورون أنفسهم قبل الخروج للعمل، ويصورون الاختناق المروري الصباحي الذي ازداد بصورة رهيبة بعد قانون البصمة! ويصورون أي حادث مروري وهم في الطريق ليحصلوا على السبق الصحافي، ويصورون وجبة الإفطار والغداء والعشاء قبل أن يتذوقوا الطعام، ولكن يكفيهم من لذة الطعام إعجاب الغير بالصور!

إنه هوس التكنولوجيا وهوس التواصل والنشر، وأنا لست بمعزل عن هذا الهوس كذلك، ولكن تبقى درجات ذلك الهوس متفاوتة ومتباينة بين الجميع، ولن يتمكن أحدنا اليوم من التراجع إلى ما دون هذه التكنولوجيا التي تستحوذ على الجزء الأكبر من أوقاتنا في كل يوم، وكأنها حياة افتراضية أخرى تقبع في جوف الحياة الطبيعية لكل منا. ورغم انتقادنا الدائم لها إلا أننا أصبحنا غير قادرين أصلا على التخلي عنها.

وسط هذا الزخم الإعلامي الذي أفرزته لنا وسائل التواصل الاجتماعي، أصر البعض على التفرد والتميز واجتياز بوابات الشهرة عبر طرق غير مشروعة ومخالفة للقوانين الجنائية وقوانين التربية والذوق العام، بل يطمح البعض منهم للإثارة المصطنعة التي تنتهي بهم في أروقة السجون أحيانا، فلماذا كل هذا الشغف؟ وما العائد يا ترى؟

الصرعة الجديدة اليوم، تتمثل في إثارة قصص من نسج الخيال ولا تحاكي الواقع أو المنطق، وتعمد لفت الانتباه بطريقة مثيرة، حتى تتحقق الشهرة التي يريدون الوصول لها بأي ثمن، من دون الاكتراث بأي حواجز دينية أو قانونية أو أخلاقية... فلا خوف من رادع خارجي، ولا وجود لوازع داخلي يفرض عليهم رقابة ذاتية، ويكبح خطرهم الموجه نحو الناس والمجتمع، تماما كمخترع قصة البنغالي الذي تحول إلى طبيب، ومسؤول رفيع المستوى في وزارة الصحة، والآخر صاحب قصة حوادث الاغتصاب في مرآب سوق الأقمشة!

ما بين هذه وتلك، أتوجه بالشكر الجزيل لجهود وزارة الداخلية، التي تساهم بشكل فاعل في حماية الداخل الكويتي من هذه العقول المريضة والتافهة، إضافة لجهودها الأخرى التي تبذلها حيال المخالفات والجرائم التقليدية.

وخزة القلم:

لن أشعر بالنهج الإصلاحي للحكومة، إلا إذا توقف بعض المسؤولين عن التعيينات البراشوتية، واقتصر التعيين في المواقع القيادية على أصحاب السمعة الحسنة والمؤهلات المناسبة واستيفاء كل شروط التعيين، والتي يأتي على رأسها الإعلان الرسمي في الصحف عن وجود وظيفة شاغرة، لإفساح المجال أمام المنافسين الآخرين، والقضاء على تعيينات «الديوانية»، وتعيينات المصالح الانتخابية!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك