مشروع تونس: المصالحة مع 'بن علي' غير مطروحة

عربي و دولي

365 مشاهدات 0


اعتبر محسن مرزوق، الأمين العام لحركة 'مشروع تونس' (ليبرالي)، أنّ الأحكام القضائية الصادرة بحق الرئيس الأسبق، زين العابدين بن علي، 'باتّة' و'ثابتة'، مشدّدا على أنّ المصالحة معه 'غير مطروحة اليوم'.

ومنذ فراره من بلاده في 2011، يقيم بن علي في منفاه بالسعودية، وقد صدرت بحقه العديد من الأحكام القضائية الغيابية، تعلّقت في معظمها بقضايا 'فساد'.

كما أنه محكوم بالسجن مدى الحياة في قضية 'القمع الدموي' للمتظاهرين ضده أثناء الثورة التونسية التي خلّفت أكثر من 300 قتيل.

وفي مقابلة مع الأناضول في العاصمة التونسية، قال مرزوق إنّ بلاده 'غير جاهزة اليَوم لمصالحات كاملة، وأنّه لا يمكن أن تشمل هذه المصالحة المسؤولين عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان أو عن تحقيق فوائد ماليّة'.

 

** النظام الرئاسي.. 'الأفضل'

رأى الأمين العام لحزب 'مشروع تونس' (22 مقعدا بالبرلمان من أصل 217)، أنّ النّظام الرئاسي الذّي يمنح السلطة التّنفيذية لرئيس منتخب بصفة مباشرة من قبل الشعب، هو 'الأفضل في تونس'.

ولفت أن حزبه لم يكن مقتنعا منذ البداية بالنظام السياسي المعتمد حاليا في تونس (شبه برلماني)، معتبرا أنه 'نظام بدون هوية؛ فهو غير برلماني وغير رئاسي في الآن ذاته'.

يُشار إلى أن طبيعة النّظام السياسي في تونس غير محددة في نص الدّستور، إلاّ أنّ توزيع الصلاحيات بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، جعلت منه نظامًا شبه برلماني.

واقترح مرزوق 'إجراء تعديلات على النظام السياسي حتى يصبح رئيس الجمهورية هو الذي يعين رئيس الحكومة، دون أن يضطر الأخير للحصول على الثقة من البرلمان، وإنما يشكل حكومته، فيما يحتفظ البرلمان بحق سحب الثقة منها في حال لم تكن في المستوى المطلوب'.

ولفت إلى أنّه 'من غير المعقول أن لا يتمتع الرئيس المنتخب مباشرة من الشعب بالسلطة، في حين تكون للحكومة المنتخبة من البرلمان كافة الصلاحيات'.

ومستدركا: 'طبعا نحن ضد أن يكون النّظام رئاسويا ودون حدود وضمانات قضائية وتشريعية، حتى لا تفلت السلطة من يد الرئيس، ونعيد بناء الاستبداد من جديد.'

 

** التنسيق مع 'النداء' وارد واختلافنا مع 'النهضة' لا يمنع تأييدها

وبسؤاله عن فرضية التحالف مستقبلا مع حزب 'نداء تونس' (58 نائبا)، قال مرزوق: 'لنداء تونس خياراته التّي لا نوافقها، ولكن ذلك لا ينفي إمكانية التّنسيق معهم في بعض المواقف في حال تطلّب الوضع في البلاد ذلك'.

وتابع: 'أنا والنواب الآخرين فخورون باستقالتنا من نداء تونس، ولقد كان قرارا شجاعا، فقد قاومنا إغراءات السلطة، وانسحبنا وانتصرنا لمشروعنا، وبمرور الأيام تأكدت صحة مواقفنا'.

وفي مارس/ آذار 2016، أعلنت مجموعة من النواب المنشقين - نتيجة لخلافات داخلية - عن حزب 'نداء تونس'، بقيادة محسن مرزوق، تأسيس حزب جديد حمل اسم ''حركة مشروع تونس'، ضم، في البداية، 25 نائبا في البرلمان.

وفي معرض الحديث عن مواقفه 'الحادة' من حركة 'النهضة' (68 نائبا)، قال مرزوق: 'نحن مختلفون اختلافا جوهريا مع حركة النهضة، والديمقراطية تقوم على الاختلاف، وإلا فإننا سنعود إلى الاستبداد برأي واحد.'

غير أنه اعتبر أنّ 'الاختلاف مع النهضة لا يعني معارضتها في حال كان موقفها إيجابيا في مسألة معينة'.

 

** 'جاهزون للإنتخابات البلدية'
وفي ما يتعلّق بالانتخابات البلدية المقرّرة في 25 مارس/ آذار المقبل، أكد مرزوق 'جاهزية' حزبه لخوض هذا الاستحقاق.

ولفت أنّ حزبه سيشارك في الإقتراع رغم حداثة تأسيسه (2016)، 'مساهمة منه في إنجاح المسار الانتخابي في البلاد'.

وبخصوص الأزمة الناجمة عن استقالة رئيس هيئة الإنتخابات التونسية، واثنين من أعضائها، في مايو/ أيار الماضي، دعا المرزوقي إلى ضرورة حلّ هذا الإشكال في أقرب وقت من قبل البرلمان.

وأوضح أنّ 'حلّ أزمة الهيئة سيمكّن من إجراء الانتخابات المحليّة قبل الصيف المقبل، وأنه سيكون هناك وقت كاف فيما بعد للاستعداد للانتخابات التشريعية المقبلة (2019)'.

وشدد، في ذات الصدد، على 'ضرورة أن تكون هيئة الانتخابات مستقلة ومحايدة'، معتبرا أن وجود مشاكل صلبها قد يؤثر على خطها الحيادي.

ومستدركا أنّ 'هناك رغبة سياسية من جميع الأطراف، بينها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، في أن تكون الهيئة مستقلة'.

وبالنسبة للسياسي التونسي، فإن 'وضع اليد على الهيئة لا يصبّ في مصلحة أي طرف، لأن حياديّة دورها شرط مهم، وسنلعب دورا كبيرا نحن وغيرنا في أن تبقى الهيئة محافظة على حيادها'.

كما أشار إلى أهمية التوافق بين أكبر عدد ممكن من الأحزاب، على مرشحي البلديات الكبرى، وخصوصا بلدية مدينة تونس (العاصمة).

وأضاف: 'من أهدافنا تشجيع الحكم المحلي، وإيجاد حلول للمشاكل المستعصية في بعض المناطق، وخاصة قضايا النظافة والبيئة، كما أنه لابد من حلها بمشاريع التعامل مع النفايات، ما سيفتح باب التشغيل فيما بعد'.

 

** الإقلاع الإقتصادي رهين رؤية واضحة
أما على الصعيد الاقتصادي، فرأى مرزوق أنّ الإقلاع الاقتصادي في البلاد غير ممكن دون رؤية واضحة حول النمو الاقتصادي، ودراسة القطاعات والخيارات الإستراتيجية الواجب دعمها.

واقترح في هذا الخصوص 'العمل على مجالات حيوية أخرى كالطاقات البديلة، حتى تصبح تونس منتجة ومصدّرة لها'.

كما دعا أيضا إلى العمل على القضايا البيئية والقطاع الثقافي والتجديد التكنولوجي، ما سيكون له -لاحقا- انعكاس على التعليم والصحة.
وفي إشارة ضمنية إلى ما تضمّنه مشروع المالية التونسية لعام 2018 من ترفيع في الضرائب لزيادة إيرادات الدولة، رأى مرزوق أنّ 'تحقيق التوازنات المالية لا ينبغي أن يكون على حساب الطبقات الفقيرة والوسطى، أو المؤسسات المسؤولة على التنمية'.
وأوضح أنه لا ينبغي أن يكون توفير التشغيل عبر إثقال كاهل تلك الطبقات والمؤسسات بالضرائب.

ودعا إلى تعويض النقص الحاصل في الميزانية العامة للدولة من مجالات أخرى، بينها إعادة جدولة الديون العامة، ومراجعة نظام الضرائب.

وتوضيحا للجزئية المتعلقة بمراجعة جدولة ديون البلاد، اقترح مرزوق أن 'تقوم الدبلوماسية التونسية بالضغط بشكل أكبر حتّى يتم الاتفاق على أصل الدّين، وإرجاء تسديده إلى حين يتعافى الاقتصاد التونسي'.

ولفت إلى وجود 'لاعبين اقتصاديين كبار في العالم، يمكن التعامل معهم اقتصاديا، مثل الولايات المتحدة التي تعدّ فاعلا أساسيا، إضافة إلى الصين والهند وروسيا'.

وختم مشيرا أيضا إلى وجود 'فاعلين إقليميين كبار في دول الخليج العربي، يمكن التعامل معهم أيضا، إضافة إلى أصدقاء آخرين مثل تركيا وعدد من البلدان الإفريقية'.

 

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك