هل تتفرغ أميركا لإيران؟.. يتسائل سلطان الخلف

زاوية الكتاب

كتب 370 مشاهدات 0

سلطان الخلف

الانباء

فكرة- هل تتفرغ أميركا لإيران؟

سلطان الخلف

 

مهادنة أميركا لإيران بدأت مع حملتها العسكرية لأفغانستان وإطاحتها بحكومة طالبان في عهد الرئيس بوش الابن واستمرت مع احتلالها للعراق في تحول نوعي أعطت فيه إيران حق التدخل المباشر في الشأن العراقي بعد أن أقامت في العراق حكومة طائفية لا تنسجم مع الوضع السياسي في المنطقة العربية وبالأخص في منطقة الخليج، حيث زادت من حدة الصراع الطائفي فيها الذي بدأ مع قيام النظام الإيراني الجديد بعد ثورة الخميني.

لم تتوقف المهادنة عند هذا الحد بل بلغت أوجها في عهد الرئيس أوباما بعد توقيعه الاتفاقية النووية معها وتسلمها دفعة بليونية من الدولارات المجمدة، حيث تمددت إيران في سورية بشكل فاضح ووقفت مع نظام الأقلية الطائفية في قمع الشعب السوري الذي كان يطالب بالإصلاحات السياسية وأمدته بالسلاح وبالمرتزقة من الميليشيات الطائفية من دول عديدة، وعناصر من حرسها الثوري التي لعبت دورا كبيرا في تدمير المدن السورية، وقتل مئات الآلاف وتهجير الملايين من الشعب السوري داخل وخارج سورية، مما يعد من أكبر جرائم الحرب ضد الإنسانية التي ترتكبها الأنظمة القمعية وحلفاؤها ضد المدنيين.

وفى الوقت ذاته كانت إيران تمد المتمردين الحوثيين بالمال والسلاح وتدعمهم سياسيا ضد النظام الشرعي من أجل السيطرة على الدولة اليمنية وإقامة نظلم أقلية طائفي موال لها في اليمن.

ومع كل ما يتصف به الرئيس الأميركي ترامب من شعبوية ومعاداة للمسلمين وتصرفات غريبة، فإنه من صالح دول المنطقة إذا ما تعهد بتنفيذ استراتيجيته الجديدة في التعامل مع إيران والتي أعلن عنها منذ أيام والمتمثلة بتعديل الاتفاقية النووية معها أو الانسحاب منها أو وضع اتفاقية جديدة تلزم إيران بالتخلي عن سياسة التدخل ونشر الفوضى في المنطقة والكف عن دعم المنظمات الإرهابية فيها وعلى رأسها ما يسمى بحزب الله اللبناني، وفرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني وعدم استغلال الأموال الإيرانية في تطوير الصواريخ الباليستية.

وحتى في حال حدوث مواجهة عسكرية مع النظام الإيراني فيما لو نفذت هذه الإستراتيجية فإنها لن تكون أكثر سوءا من الأوضاع الحالية التي تعاني منها الدول التي ابتليت بالتدخلات الإيرانية المدمرة من العراق إلى سورية واليمن إلى تهديد دول الخليج، وستؤدي إلى احتواء النظام الإيراني ودفعه إلى التفرغ لحل مشاكله الداخلية بدلا من تصديرها إلى الخارج وستكون أكثر ترحيبا من قبل الشعوب الإيرانية المغلوبة على أمرها من فرس وعرب وأكراد وبلوش وأذريين وتركمان التي تعاني أزمة معيشية خانقة واستبدادا سياسيا طائفيا عنصريا.

***

آخر إحصائية تفيد بأن أكثر من مائة غارة شنها الصهاينة منذ اندلاع الربيع العربي في سورية على قوات نظام البعث الطائفي هناك وعلى الميليشيات الطائفية التي تقاتل إلى جانبه، أسفرت عن سقوط المئات من القتلى والجرحى ناهيك عن الدمار الذي خلفته تلك الغارات على مواقعه دون أن يتصدى لها، الأمر الذي يدل على أنه فقد سيطرته على أجواء سورية ولم يعد بمقدوره الدفاع عن الأرض السورية بعد أن حولها إلى خراب وسلمها إلى إيران وروسيا ليفقد معها كامل شرعيته.

***

الاتحاد الأوروبي أمره غريب، ظاهره الديموقراطية وحقوق الإنسان وباطنه النفاق. فهذا الاتحاد لا يؤيد انفصال كتالونيا عن أسبانيا ولا يبدي أي تعاطف مع الشعب الكتالوني الذي تتوعده الحكومة الأسبانية بالعقاب إذا ما أعلن الاستقلال، لكن هذا الاتحاد يتعاطف كثيرا مع الأكراد الانفصاليين في تركيا ويشجع تمردهم على الحكومة التركية ويعاني خيبة أمل من فشل الانقلاب، حتى اضطرت الحكومة التركية إلى طرد القوات الألمانية التابعة لحلف الأطلسي من الأراضي التركية بسبب تورط ألمانيا المباشر في دعم التمرد الكردي وتوفير حماية للانقلابيين.

الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك