لماذا لا يكتب كل من عاش فترة بها من الأحداث الجسام؟.. يتسائل صلاح العتيقي

زاوية الكتاب

كتب 604 مشاهدات 0

صلاح العتيقي

القبس

كتابة التاريخ

د. صلاح العتيقي

 

الفرق بين السياسي الغربي والسياسي العربي هو ان الغربي يكتب مذكراته بعد ان يترك المنصب او الحكم حتى يستفيد منه أبناء بلده، وحتى لا تضيع الحقيقة بعد وفاته، وذلك لعلمه بقيمة التاريخ الذي يوثّق فترة حكمه او منصبه، لأن التاريخ هو ملك للشعوب التي أوصلت هذا المسؤول الى سُدة الرئاسة او المسؤولية، اما المسؤول العربي او الكويتي فإنه غالبا ما يتحرج من ذلك. ذكرت هذا، بعد ان قرأت المذكرات التي كتبها وسطرها السيد خالد سليمان العدساني، سكرتير المجلسين التشريعيين الأول والثاني سنة ١٩٣٩، وطلب ان تنشر بعد وفاته وأسماها «الحركات الفكرية في الكويت»، وذلك لحساسية الأمر في ذلك الوقت من اي سرد للحقيقة ولورود اسماء عزيزة على الكاتب لا يريد ان يخسر صداقتها، لقد دوّن السيد خالد العدساني كيف نشأت، وكيف تطورت تلك الأحداث الوطنية في ذلك الزمان.

الآن، لدينا شخصيات كويتية عزيزة، ولكنها مع الأسف لا تريد ان توثّق هذه الفترة من حياتها، لقد طلبت بنفسي من كثير من الشخصيات الوطنية ان تكتب فترة مزاولتها المسؤولية، مثلاً: لقد طلبت من العم المرحوم عبدالعزيز الصقر قبل وفاته ان يكتب او يدعنا نكتب مذكراته، ولكنه لم يستحسن الفكرة، ولقد طلبت من العم عبداللطيف الثويني قبل ان يقعده المرض فاعتذر، وطلبت من العم عبدالرحمن العتيقي فاعتذر أيضا، وطلبت من بعض الوزراء السابقين المميزين ان يوثقوا تاريخهم فأبوا.

لماذا لا يكتب كل من عاش فترة بها من الأحداث الجسام الشيء الكثير حتى لا يكون التاريخ مشوّها، خصوصا اننا نعيش فترة خطيرة من تاريخ امتنا العربية والكويتية؟ لا أعلم.

* * *

قلت لأحد أعضاء مجلس الأمة، الذي كنت أتَوسّم فيه الصلاح: ماذا جرى لك؟ لقد كانت كلماتك ومواقفك تصرخ فيهتز لها بنيان المجلس، اما الآن فإن أقوالك ومواقفك مائعة، كأنها تتثاءب، هل يئست من التغيير؟!

 

* * *

صالح الفضالة شهادتي فيه مجروحة، لا شك في انه قد سطّر اسمه في تاريخ الكويت وحفظ الأمانة التي وكلت اليه، الأخ صالح أكمل طريقك، وليوفّقك الله.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك