عبد اللطيف الدعيج يكتب.. تقاليدي أعرق

زاوية الكتاب

كتب 458 مشاهدات 0

عبد اللطيف الدعيج

الجريدة

تقاليدي أعرق

عبد اللطيف الدعيج

 

يتحدث الكثيرون عن عاداتنا وتقاليدنا، والانا هنا تعود للمتحدث وليس لحضرتي، فانا اصلا ليس لدي عادات ولا تقاليد، وان كان فغير مسموح لي بممارستها في بلد تسيطر فيه العنجهية وتتحكم به عقليات الازمنة التي مضت. وان يتحدث البعض عن عاداته وتقاليده امر بغيض، ولكن على الطريقة اللبنانية «مهضوم»، لكن ما هو غير مهضوم ومفهوم هو الاصرار على المحافظة على هذه التقاليد التي تعود الى مئات السنين، حسب شكوى المحامية يوم امس.. تقاليد عمرها مئات السنين تسعى المحامية للدفاع عنها ولمنع الغير من «المساس» بها، وحتى هذا مهضوم غصب علينا ايضا. لكن اللي لا يبلع بالمرة هو فرض هذه التقاليد من قبل السيدة المحامية واشباهها بالقوة وبالغشم على الغير.

هذا يدعو الى التساؤل: اذا كان مسموحا ضمن قانوننا المسخ والاهوج، او بالاحرى جميع قوانيننا الاعلامية. لهذه المحامية وغيرها ان تفرض تقاليدها البالية.. التي تعود باعترافها الى قرون او مئات السنين كما جاء في شكواها، ألا يحق لغيرها، لشخصي المتواضع مثلا، الا يحق لهم ان يفرضوا تقاليد اعرق واقدم واكثر كلاسيكية من تقاليد الاخت؟ اذا كانت النساء قبل مئات السنين يلبسن العباءة، فانهن قبل آلاف السنين، يعني تقاليد اعرق واعمق، كن مثل رجالهن حفاة عراة. يعني لا يلبسون شيئا. وربما عيب ان يستر الانسان منهم اكثر من عورته. هذه تقاليد واساليب حياة.. عاشها وآمن بها وربما وُجد من دافع عنها مثل الاخت المحامية. ليش نروح بعيد، اهلنا في الكويت كانوا يلبسون «الوزرة»، وكانوا يلبسون «دشاديش الململ». والدشداشة الململ لمن لا يعرفها هي من نوع «المش» اي القماش الشفاف او المُثقب تلبس درءا للرطوبة، وقد تم الاستغناء عنها بعد توافر ألبسة القطن وتوافر مُعدلات الاجواء الحالية. مع هذا فان احدا وقتها لم يعترض او يرفع دعوى، وعندما استغنى الناس استغنوا عنها. وصار البعض يلبس الدشداشة وتحتها «المكسر». ولم يقل احد ان المكسر ليس من عاداتنا ولا تقاليدنا، مع انه بالفعل ليس من عاداتنا ولا تقاليدنا.

الزبدة اذا كان يحق للمحامية العودة لتقاليد عمرها مئات السنين.. الا يحق لغيرها ان يعود الى تقاليد آلاف السنين ويتمشى كما خلقه الله في اسواق الكويت؟

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك