محمد الوشيحي يكتب.. الصحف التركية ومانشيتاتها الوشيحية

زاوية الكتاب

كتب 703 مشاهدات 0

محمد الوشيحي

الجريدة

آمال : الصحف التركية ومانشيتاتها الوشيحية

محمد الوشيحي

 

قبل كل شيء نقول: لا بأس يا مصر ويا مصريون، لا بأس يا أرض الكنانة.

 

وبحسب ما تعلمته من اللغة التركية، وهو يسد الرمق لكنه لا يقي من البرد، ومع ذا حرصت، في أحيان، على متابعة الصحافة التركية، أو بالأحرى مانشيتاتها وعناوينها الرئيسية والعريضة، دون الدخول في التفاصيل، لضيق ذات اللغة، أزعم أن جذوري الصحافية تركية، وأن عناوين مقالاتي تربطها صلة قرابة بعناوين الصحافة التركية، حتى لو لم أكن أعرف هذه المدرسة قبل هجرتي إلى مدينة المدائن، إسطنبول.

كيف؟ أقول لك كيف… يا صاحبي، بيني وبين عناوين المقالات التي تكشف فحوى المقالة وتهتك سترها عداء ظاهر معروض أمام المحاكم، ولا أتقبل عنوان مقالة بهذا الشكل: 'التعاون مطلوب بين السلطتين لعبور هذه المرحلة'، على سبيل المثال، ولا أقدر على هضم عنوان مقالة بطريقة الأخبار: 'العبث يتزايد في الميزانية العامة'، مثلاً.

عنوان المقالة، كما أظن، يجب أن يكون بنكهة السبايسي، ويحيط به الغموض، ما يجذب القارئ للحرص على استكشاف فحواه! بل أكثر من ذلك، أرى أن هذا الأمر يجب أن ينطبق على بعض عناوين الصحيفة الرئيسية وجميع عناوينها الفرعية. وهذا ما لاحظته في الصحافة التركية، وأكّده لي ما قرأته في أحد المواضيع عنها، فعلى سبيل المثال يلفت نظرك عنوان بهذه الصياغة: 'إردوغان… أخيراً يذهب إلى هناك' فتدخل لتعرف أين هذه الهناك التي قرر إردوغان الذهاب إليها أخيراً، أو 'ما الذي يريده إردوغان منهم؟' فتسارع لقراءة التفاصيل كي تعرف من هم هؤلاء، وماذا يريد منهم إردوغان، فتجد أن الخبر يتحدث عن زيارة إردوغان لدول شرق آسيا، ويريد منهم توقيع اتفاقيات التبادل التجاري بالعملات المحلية بعيداً عن الدولار، وتقرأ 'أهالي إسطنبول… مبروك' فيهرع أهالي إسطنبول لاستكشاف الخبر السار، فيجدونه: افتتاح نفق من أربع حارات يساهم في تقليل الزحام بنسبة اثنتين وعشرين في المئة بالمنطقة الفلانية... وهكذا.

ولو كنت المسؤول عن صياغة المانشيت في هذه الجريدة، لكتبت المانشيت الرئيسي الذي ظهر أمس يحمل بشرى احتمالية مشاركة الكويت قطر في تنظيم كأس العالم 2022 بهذه الطريقة: 'الكويت تنظم كأس العالم؟'، (حرصت على وضع علامة استفهام حرصاً على مصداقية الجريدة، وهو ما فعلته في إحدى حلقات برنامجي التلفزيوني، التي بُثت قبل تسع سنوات، وجاءت بهذه الصياغة: 'الكويت… دولة مؤقتة؟'، فأحدثت دوياً ما زال يرن في الآذان).

العناوين على كل حال مدارس مختلفة، واليوم تأكدت أن عناويني تركية الأب والأم والسلالة.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك